تمكنت عناصر من اليمين المتطرف الفرنسي, صباح يوم السبت الماضي, من احتلال ورش بناء مسجد بمدينة بواتيي وسط فرنسا، ودام هذا الاحتلال عدة ساعات قبل انسحاب هذه العناصر بعد قدوم تعزيزات أمنية واعتقال العناصر المنظمة .ويعتبر هذا الحادث سابقة مثيرة وخطيرة بفرنسا ، حيث اقدم لأول مرة شباب محسوبون عن اليمين المتطرف بهذا العمل ،حيث هاجموا مكانا للعبادة واحتلوا سطحه لعدة ساعات ،وثبتوا لافتات على المبنى تحمل شعار هذا التنظيم. هذا الفصيل من اليمين المتطرف والذي يدعى «جيل الهوية» غير معروف ولم يسبق له ان تقدم للانتخاب, كما هو الشأن بالنسبة لليمين المتطرف الكلاسيكي الذي تتزعمه مارين لوبين,والذي يشارك في مختلف الانتخابات.وتم تثبيت شعارات حول المسجد منها الاحتفاء بشارل مارتيل وهو احد قادة فرنسا والذي تمكن من الانتصار منذ 1300 سنة على احد الكتائب العربية الصغيرة التي كانت بمنطقة بواتيي.هذه الحادثة التي يعتبرها اليمين المتطرف الفرنسي كحدث تاريخي مهم مكن فرنسا من الإفلات احتلال الجيوش العربية الاسلامية التي كانت تسيطر آنذاك على المنطقة المتوسطية. حادث الهجوم على ورش بناء مسجد بواتيي, تمت إدانته من طرف الوزير الأول الفرنسي جون مارك ايرو, الذي أدان بشدة هذا السلوك الاستفزازي الذي يكشف حقدا دينيا غير مقبول».أما وزير الداخلية مانييل فالس فقد أدان ما أسماه بالاستفزاز الحاقد وغير المقبول.رئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية محمد الموساوي عبر عن عميق إدانته وقلقه الشديد إزاء هذا النوع الجديد من العنف واعتبر هذا السلوك الخطير وعملية الاحتلال واطلاق شعارات مناهضة للإسلام والمسلمين سابقة في تاريخ فرنسا.» إمام مسجد فرنسا الحاج عمر بوبكر عبر عن رغبة المسجد في رفع دعوى قضائية ضد هذه العناصر التي احتلت سطح المسجد،والتي دخلته وقت الظهر, وتم اعتقال ثلاثة عناصر باعتبارها كانت وراء تنظيم هذه العملية و قررت النيابة العامة فتح تحقيق حول قيام تظاهرة غير مرخص لها،والحث على الحقد العنصري،والمشاركة في تظاهرة أدت الى الإضرار بالممتلكات. طبعا هذا الحديث الخطير الذي قامت به عناصر من اليمين المتطرف غير المعروفة، ربما تكون له انعكاسات منها الاصطدام بين شباب من ديانات مختلفة بفرنسا, خاصة أنه في الشهور الأخيرة تعرضت عدة مساجد ومقابر للمسلمين الى الاعتداء بفرنسا . مسلمو بواتيي وجزء كبير منهم من أصل مغربي تعاملوا مع الحادث بهدوء وبحس المسؤولية كما أشاد بذلك المسؤولون الدينيون المحليون.واذا كانت اغلب الديانات تتعايش بفرنسا في هدوء وسلم, فإن أقلية من جميع الجهات تحاول جر الاقليات الدينية بفرنسا الى اصطدامات, بل الى العودة الى أجواء الحروب الصليبية واصطدام الحضارات.