أدان ممثلو الطائفتين المسلمة واليهودية بباريس٬ الاربعاء 21 مارس الجاري٬ كل خلط بين الاسلام والدوافع الارهابية للسفاح الذي قتل بدم بارد جنودا مغاربيين ومواطنين يهود جنوب غرب فرنسا٬ وكذا أي توظيف سياسي لهذا العمل العنصري في أوج الحملة الانتخابية الرئاسية. وكان المتهم ٬ وهو فرنسي من أصول جزائرية (24 سنة)٬ يزعم بانتمائه لتنظيم القاعدة٬ اختبئ منذ ليلة الثلاثاء الاربعاء داخل عمارة بمدينة تولوز الفرنسية بعد هجوم لقوات الامن وتبادل لإطلاق النار تسبب في جرح ثلاثة عناصر من رجال الشرطة. وصرح ريشارد براسكيي رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا ٬في ختام اجتماع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع ممثلي الطائفتين المسلمة واليهودية بفرنسا " إنه من غير الوارد تماما الخلط بين الاسلام والتعبيرات الارهابية (...) التي لا يجب التساهل بتاتا معها ". وأضاف بهذا الخصوص " لا يتعين ربط هذه التعبيرات الارهابية التي تمثل خطرا على الجمهورية (...) بمجمل ديانة معينة ". ومن جانبه٬ حذر الحاخام الكبير لفرنسا جيل بيرنهايم من "التوظيف السياسي والسياسوي " لهذا العمل رافضا في ذات الوقت التعليق على التصريحات التي أدلت بها اليوم مرشحة اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبين. فقد صرحت مارين لوبين ٬ في تعليقها على هذا الحادث٬ بأنه " تم الاستخفاف بمخاطر المد الأصولي "بفرنسا وأنه كان يتعين خوض "حرب" ضده. ومن جانبه ٬ أوضح محمد موساوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أن هذا " الشخص ارتكب جرائم مروعة وعن سبق إصرار وترصد ٬ ولا يمكنه تبريرها انطلاقا من الديانة الإسلامية". وقال بهذا الخصوص "إن أي توظيف للوقائع سيكون وصمة عار في جبين من سيحاول ذلك "معربا عن أمله في أن" لا يقدم رجال السياسة ٬في خضم الرئاسيات الفرنسية الحالية على توظيف هذا الحادث ". ومن جانبه أعرب دليل بوبكر٬عميد المسجد الكبير بباريس٬ عن استياء وغضب الطائفة المسلمة بفرنسا "التي لا يمكنها أن تجد نفسها في هذه الممارسة الموسومة بالحقد والعنف والارهاب ". ومن جانبه دعا الرئيس الفرنسي ساركوزي في كلمة في ختام هذا الاجتماع إلى "الوحدة الوطنية " محذرا من خطورة أي خلط أو انتقام ٬ بعد التعرف على هوية القاتل المشتبه فيه لثلاث جنود من أصل مغاربي من ضمنهم واحد من المغرب وأربعة يهود جنوب-غرب فرنسا . وقال بهذا الخصوص " يجب أن نظل موحدين. يجب ألا نستسلم للخلط أو الانتقام ". وخلص الرئيس الفرنسي إلى أنه "وأمام مثل هذا الحدث ٬ لا يمكن لفرنسا أن تكون قوية إلا بالوحدة الوطنية٬ نحن مدينون بذلك للضحايا الذين تم اغتيالهم بدم بارد٬ نحن مدينون بذلك لبلادنا "