هذا هو الجزء الثاني من المادة التي كنا قد بدأناها في عدد البارحة، والذي قدمنا فيه لثلاثة روائيين من أصل عشرة، من القائمة التي انتقيناها لأكثر الكتاب انتشارا واثارة للجدل في العالم، ونقدم فيها تعريفا مختصرا، بتجارب كتاب من القارات الخمس، نعرف بأسمائهم ونضع صورهم ونعرف بنمط كتابتهم وبعض عناوينهم، مؤكدين على أن طريقة التعارف الوحيدة الجائزة مع كاتب، هي قراءة الكتب مباشرة، بلُغتها (ما أمكن)، خصوصا أن الترجمة العربية لم تتوفر لمعظمها.. هاروكي موراكامي Haruki Murakami عداء الكلمات والمضامير أبرز المرشحين لنوبل هذه السنة. لعلهُ الوحيد بين الكتاب العشرة الذين ترجم بعض من أعمالهم إلى العربية، وذلك لم يحصل في العربية فقط بل تجد أعماله في معظم لغات العالم، وليس من أولئك الكتاب الذين يصلون إلى العالمية بعد موتهم، بل لعله تمارينه الرياضية ساعدته على هذا الوصول المبكر الكبير؛ هو الذي كان قد قال «لو لم أكن أعدوا باستمرار، لما كنت استطعت أن أكتب ما كتبت بنفس الطريقة». والجري في حياته ثابت كما الكتابة، عشر كيلومترات في اليوم، لست أيام في الأسبوع، ومشاركة في ماراطون سنويا، بعدما توقف عن استهلاك علب دخانه اليومية الثلاثة وأغلق الملهى الذي كان يملكه وزوجته، انقلب إلى الرياضة: : «تقريبا في تلك اللحظة، يولد ويتضخم داخلي انطباع جديد، شيء يمكنني أن أوصفه بأنني أقبل التحدي وأجد داخلي القوة، وأصارع؛ سعادة ذاتية قصوى، ارتخاء في أمثل حالاته، تلك الحالة من تخفيف الضغط أقوى من أي احساس آخر بالمتعة، وكأن عقدة قوية داخلي تنفك، شيئا فشيئا.» وقد ولد في يناير 1949، وحصل على عدة جوائز أدبية عالمية منها جائزة فرانك كافكا عن روايته «كافكا على الشاطئ»، وكان قد درس الدراما في جامعة واسيدا في طوكيو. تشكل ثلاثيته 1Q84 حالة أدبية مميزة في الساحة الثقافية المعاصرة، وقد نشر جزئيها الأول والثاني للمرة الأولى في عام 2009 ونشر الجزء الثالث في عام 2010. حققت الرواية أعلى مبيعات للكتب في اليابان في عام 2009. صدرت الترجمة الانجليزية في أواخر 2011. وصفتها الجارديان بانها «حدث عالمي بحد ذاتها» ، أما صحيفة ذا جابان تايمز فقد اعتبرت انه من الممكن ان تكون قرائتها ضرورية لاي شخص يريد أن يفهم الثقافة اليابانية. جريدة «الجارديان» نفسها خرجت بخبر قبل بضعة أيام، تقول فيه أن هاروكي موراكامي، هو أبرز المرشحين للفوز بجائزة نوبل بالآداب هذا العام، بحسب موقع مراهنات «لادبروكس»، حيث حصل على المركز الأول في قائمة تفصيلات المرشحين للفوز بنوبل. بيتر هاندك Peter Handke كاتب نمساوي في الرواية والسيناريو والترجمة. ولد سنة 1942، وعاش طفولته المبكرة رفقة أمه في برلينالشرقية، وعاش فيها الكثير من المشاكل مع إدمان زوج أمه على الخمر، غادر دراسته الجامعية في شعبة القانون ليتفرغ للكتابة، ليقبل أحد الناشرين طبع أول مسوداته سنة 1965 «لي فغيلون». وانطلق بعد ذلك، يمثل هنا، يكتب لمسرحية أو فلم أو رواية هناك، لا يهدأ من السفر بين الكلمات، وأيضا بين البلدان والقارات، فعاش لفترة في الألسكا ثم في اليابان وفي يوغوزلافيا، واشتهرت له روايته «سفر شتائي بإتجاه الدانوب» التي ظهرت سنة 1996، والذي صور فيه الصرب كضحايا للحرب الأهلية، وقد دافع ?عبر كتابات له- عن الرئيس السابق سلومودان ميلوزفيتش الذي توفي في زنزاته بهولندة، ما أثار الضجة ضده . بالنسبة إليه «الكتابة وجب أن تقع بمبعد عن حركة التاريخ». كتب حوالي ثلاثين رواية، وخمسة عشرة مسرحية، وعشر أفلام سينمائية. إيدورد ليمونوف Eduard Limonov الأديب المزعج للسياسيين ولد الأديب الروسي ليمونوف عام 1943 في مدينة دزيرجينسك بمقاطعة غوركي الروسية. وانهى دراسته في معهد التربية بمدينة خاركوف الاوكرانية حيث بدأ يقرض الشعر. وشارك عام 1963 في الاضراب العمالي الرامي الى تخفيض الاسعار. وفي اعوام 1967 ? 1974 عاش في موسكو حيث شارك في حركة المنشقين السياسيين وكتب مقالات في الصحف والمجلات المحظورة ذات الطابع المعارض للسلطة السوفيتية. ويمارس ليمونوف حاليا نشاطا سياسيا معارضا للحكم ومناهضا لسلطة بوتين. ويعتبر من ألد خصومه السياسيين . ويكمن موقفه السياسي في إشعال ثورة بروليتارية في روسيا تهدف الى إسقاط النظام البرجوازي وحكم الاوليغارشية في مصلحة الكادحين وفئات الشعب المضطهدة. ومن اهم مؤلفاته الادبية والصحفية والسياسية: رواية «أنا أيديتشكا» و»سيرتي السياسية»، و»روسيا دولة أخرى» و»روسيا النفسية» و»السجن على يد رجل ميت» و»الأم العظيمة للحب»و»تشريح بطل» و»اختفاء البرابرة». ويعتبر أدوارد ليمونوف اديبا وحيدا في فوضى ما بعد الحداثة بوسعه الجمع بين امور شخصية وميتافيزيائية من جهة وابدية ولحظية من جهة اخرى.