يحتفل أديب نوبل الكولومبي الشهير جابرييل جارثيا ماركيز الثلاثاء بعيد ميلاده الخامس والثمانين، وستقوم عدة دول بإحياء هذه المناسبة على رأسها إسبانيا التي تصدر اليوم نسخة رقمية من رائعته "مائة عام من العزلة". وتعد "مائة عام من العزلة" أبرز ما كتبه ماركيز حيث باعت ملايين النسخ كما تمت ترجمتها إلى معظم لغات العالم بما فيها العربية، وهي رواية تنتمي إلى حركة الواقعية السحرية. وقامت دار نشر "ليير-إي" بالتعاون مع "راندوم هاوس موندادوري"، التي تملك حقوق أعمال ماركيز، بإصدار النسخة الرقمية اليوم من "مائة عام من العزلة" بالتزامن مع عيد ميلاده الخامس والثمانين. ومن جانبها صرحت الإسبانية كارمن بالثيلس الوكيلة الأدبية لماركيز وصديقته، بأن صحة الكاتب تمر بحالة وهن وأرجعت هذا الأمر إلى كبر سنه. وفي مقابلة أجرتها معها محطة "كاراكول" الإذاعية الإسبانية الليلة الماضية أوضحت بالثيلس أن صحة ماركيز "تعاني من بعض الوهن، وأنا أرجع هذا الأمر في بعض الأحيان إلى أن العمر تقدم بنا"، حيث تبلغ الآن 81 عاما. كما تحتفل المكسيك بعيد ميلاد ماركيز عبر إقامة سلسلة من الأنشطة تهدف إلى جعل أعماله تجوب كافة أرجاء البلاد على مدار العام، من بينها إقامة معرضين حول حياة ماركيز وأعماله في كافة مدن وقرى المكسيك. يحمل المعرض الأول اسم "جابرييل جارثيا ماركيز وسنواته المائة من العزلة" الذي يضم صورا ووثائق وتقارير صحفية وحديث أدباء آخرين عن أديب نوبل الكولومبي الشهير الذي يعيش أغلب الوقت في العاصمة المكسيكية منذ نحو خمسة عقود. أما المعرض الثاني فيحمل اسم "جابرييل جارثيا ماركيز : حياة"، ويضم أغراضا شخصية للأديب الكبير ويعد بمثابة جولة تستعرض حياته وأعماله. وشهدت مدينة كوليكان المكسيكية الاثنين قراءة متواصلة تستمر 24 ساعة لرائعة ماركيز "مائة عام من العزلة"، كما تم الأسبوع الماضي عقد مائدة مستديرة بعنوان "ذكريات القلب : جابرييل جارثيا ماركيز". كما منح الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف اليوم وسام الشرف إلى ماركيز ل"مساهمته في تعزيز أواصر الصداقة بين الشعب الروسي وشعوب أمريكا اللاتينية"، حيث يعد الأديب الكولومبي أكثر أدباء أمريكا اللاتينية الذين يحظون بشهرة كبيرة داخل روسيا. وولد ماركيز في السادس من مارس/آذار من عام 1927 في منطقة ماجدالينا بكولومبيا، تربى على يد جديه وتلقى تعليمه في مدرسة دينية وعشق الأعمال الأدبية منذ صغره حيث بدأ في سن صغيرة قراءة أعمال الأديب الأيرلندي الكبير جيمس جويس والتشيكي فرانز كافكا. والتحق بكلية الحقوق والعلوم السياسية التابعة لجامعة بوجوتا الوطنية ونشر أول قصة له وهو في العشرين من عمره وحملت عنوان "الاستقالة الثالثة"، بعدها ترك دراسة الحقوق ودخل مجال الصحافة حيث عمل في صحيفة (الأونيبرسال). توالى بعدها نشر قصصه القصيرة حتى أصدر أول رواية له في 1955 وكانت بعنوان "أوراق ذابلة"، وبعدها بستة أعوام صدرت روايته "الكولونيل لا يجد من يكاتبه". وفي عام 1967 صدرت رائعته "مائة عام من العزلة" حتى فاز عام 1982 بجائزة نوبل للآداب، ثم نشر بعد ذلك عدة أعمال أبرزها "خريف البطريارك" و"قصة موت معلن" و"الحب في زمن الكوليرا". كما أصدر عام 2002 سيرته الذاتية "أعيش لأروي"، وبعدها بعامين أصدر آخر رواية له "ذكريات عاهراتي الحزينة" ليبتعد بعدها عن الساحة طوال ستة أعوام بسبب حالته الصحية. وفي عام 2010 طرح ماركيز، كتابا جديدا يحمل اسم "لم آت لإلقاء خطاب" والذي جمع فيه 22 نصا من خطابات أعدها بين عامي 1944 و2007 ، ومن بينها الخطاب الذي كتبه لحفل تسلمه جائزة نوبل بعنوان "وحدة أمريكا اللاتينية" وآخر ألقاه لدى تسلم جائزة رومولو جايجوس للكتابة الأدبية عام 1972. ويحتفل ماركيز اليوم بعدة مناسبات بجانب عيد ميلاه وهي : مرور 60 عاما على صدور أول قصة قصيرة له "الاستقالة الثالثة"، و45 عاما على نشر "مائة عام من العزلة" و30 عاما على فوزه بجائزة نوبل للآداب وعشرة أعوام على نشر سيرته الذاتية "أعيش لأروي".