ملايير يجنيها أباطرة اقتصاد الريع ومآسي تحصد أرواح البؤساء. هل يمكن أن يحدث كل هذا أمام عيون الجميع ويصمت الجميع؟ نعم ممكن، فالمقالع المتناسلة في جماعة تيموليلت (بأيت سري) تعطي الدليل على أن هناك غيابا مطلقا للقانون. الطريق نحو المقالع مفروشة بالبياض، لكنه ليس بياض الثلج، بل بياض الغبار، والذي جعل أشجار الزيتون والتين واللوز عاقرا والأبقار تدر أقل قدر من الحليب والأطفال يرون بربع طاقة عيونهم. باختصار، إنه الغبار الذي حوّلَ حياة السكان إلى جحيم، جحيم حقيقي وليس مجرد استعارة لغوية. هناك مشاكل تقترب من الألم وآلام تقترب من الموت العلني وفضائح كثيرة بالجملة. جماعة تيموليلت تعبرها مئات الشاحنات يوميا، وهي شاحنات عملاقة تحمل كل واحدة منها عشرات الأطنان من حجارة المقالع، وكلها تمر عبر مئات الحقول والأشجار والأغراس والمنازل وتمر قرب آلاف السكان، الذين صاروا يرددون عبارة واحدة: اللهم إن هذا منكر.