تعرف العديد من الوحدات الصناعية، الإنتاجية والحرفية، وأماكن التجمعات والفضاءات العمومية المختلفة من جامعات ومؤسسات تعليمية بشكل عام، ومسابح، ومحطات للقطار، الحافلات، الملاعب الرياضية ... ضعفا في التجهيز بمحافظ الإغاثة أو ما يعرف بحقيبة الإسعافات الأولية والتي تتضمن مواد طبية، قادرة على وقف مضاعفات أي تدهور صحي مفاجئ أو طارئ عرضي، يمكن أن يلم بأي شخص في لحظة من اللحظات. وتتنوع مكونات الحقائب المذكورة ما بين مرهم الحروق، والمضاد الحيوي، والضمادة ... وما بين «الديفيبريلاتور» أو «آلة الرجفان» التي من شأنها إنقاذ أشخاص يدخلون في غيبوبة ويتوقفون عن التنفس بنسب مشجعة وفقا للإحصائيات الرسمية الموجودة في هذا الباب خاصة في فرنسا. وجود النص القانوني، سيما الفصل 21 من الفقرة الخامسة من المرسوم 2.80.122 الصادر في 5 محرم 1402 / 3 نونبر 1981، ونصوص قانونية أخرى ضمن مقتضيات قانون الشغل، ضعف حضور حقائب الإسعاف عند البعض، وانعدامها لدى البعض الآخر، ارتفاع أعداد المرضى بأمراض مزمنة يمكن أن تؤدي بالمصابين بها إلى الوقوع في حالات إغماء وغيبوبة، كلها عوامل دفعت شركة «فارما دوس» إلى تنظيم لقاء تواصلي بحر الأسبوع الفارط بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، بحضور ثلة من المتخصصين المغاربة والأجانب، من أجل تسليط الضوء على هذا الموضوع، وتقديم أرقام ناطقة عن مخاطر النوبات الصحية العامة، وذلك تحت شعار «محافظ الإغاثة والإسعافات الأولية إنقاذ لأرواح بلمسة يد». «كزافيي دو رانج» الخبير الفرنسي ومدير عام شركة» سارنيس» الفرنسية، أكد بالمناسبة خلال مداخلته على أن الدخول في الغيبوبة، وتوقف القلب عن الخفان، والجسم عن التنفس، هي أعراض السبب الأول للوفيات في فرنسا، مشيرا إلى أنه يقع ضحية لذلك 53 ألف فرنسي سنويا، 50 ألفا من بينهم يلقون حتفهم، أي بمعدل 130 حالة في اليوم، مشددا على أنه ومن أجل مواجهة هذه المعضلة تم الشروع في توفير جهاز «شاحن للجسم» بمختلف المرافق العمومية، من إقامات سكنية وتجمعات بشرية عامة، بينت الإحصائيات الرسمية بأنها ساهمت في تقليص نسب الوفيات والرفع من نسب النجاة، حيث انتقلت من ما بين 2 و 4 في المائة في حال التدخل العادي في انتظار سيارة الإسعاف، إلى حوالي 40 في المائة، أي بنسبة 10 مرات إضافية للعودة إلى الحياة. ولفت «كزافيي» انتباه الحاضرين إلى أن وجود الجهاز السالف ذكره لايعني بالضرورة النجاة من الموت، إذ يتطلب تواجده اتخاذ مجموعة من التدابير لضمان اشتغاله، حيث يجب التأكد من ذلك حتى يكون جاهزا عند استعماله في أي تدخل استعجالي وألا يكون في حالة عطل أو تلف. الخبير الفرنسي أثار موضوع الوضعية الصحية العامة للمغاربة في ظل الأعداد المرتفعة للمصابين بأمراض مزمنة ومن بينها الضغط الدموي، والذي صرّح بأن عدد المغاربة المصابين بهذا الداء يصل إلى 10 ملايين مصاب، هم معرضون في أي لحظة من اللحظات لهذا النوع من الأزمات/النوبات، مما يجعل من توفر وحضور جهاز من هذا القبيل أمرا أساسيا وضروريا لايمكن إدراك أهميته إلا عند استعماله خلال حالة تدخل استعجالي، موضحا العديد من الشروحات التي تهم هذا المشروع، وذلك بمناسبة تسويقه لأول مرة في المغرب، والذي اعتبره الأول من نوعه في منطقة المغرب العربي كذلك، مشيرا إلى أن هذه التجربة مكنت الأسبوع الفارط في فرنسا، من إنقاد نحو 41 شخصا من موت محقق. من جهته، ادريس بلخضر مدير الشركة المغربية المنظمة للتظاهرة، دعا إلى ضرورة التوعية بالقانون المنظم لحوادث الشغل، والتحسيس بالنوبات الصحية المفاجئة للمواطنين في العديد من المؤسسات وبالشارع العام، مؤكدا على القيمة الإنسانية والصحية لهذه المبادرة الممثلة في «محافظ الإغاثة» التي اعتبرها صماما للأمان، مؤكدا على أن واقع الحال بين بأن مؤسسات عدة لاتتوفر على هذه الحقائب، وبأن عدم تواجد مقاولة متخصصة في هذا الباب كان الحافز ل «فارما دوس» لخوض هذا الغمار، معتمدة في ذلك على الاستفادة من التجربة الفرنسية والأجنبية في هذا المجال من أجل إنقاذ أرواح المواطنين في العديد من المؤسسات والشركات وغيرهما. وجدير بالذكر أن عددا من الحالات المرضية التي تصيب الإنسان ، صغيرا كان أم كبيرا، تتطلب التدخل الاستعجالي والقيام بالإسعافات الأولية والضرورية من طرف المتمكنين منها من أجل تقليص الخسائر/الإصابات، سواء تعلق الامر بالحروق، أو الكسور أو الجروح أو كذلك حالات توقف القلب عن الخفقان والجسم عن التنفس، وهي تتفاوت من حالة لأخرى وتتطلب التوفر على وسائل بعينها من قبيل : « ضمادات معقمة بأحجام مختلفة أشرطة طبية مسامية عصابات مثلثة الشكل لتثبيت الضمادات أو لتدلى من العنق لحمل الذراع قطن طبي دهون الكالامين ، لعلاج مشاكل الجلد وحروق الشمس واللسعات حبوب مسكنة (كالأسبرين أو باراسيتامول) ملقط ومقص ودبابيس التثبيت ميزان حراري (تيرمومتر) ومحلول مطهر». وقبل الشروع في عملية الإنقاذ على المسعف القيام بالخطوات التالية: «طلب المساعدة الطبية العاجلة وإخلاء المصابين من مكان الخطر البدء بإسعاف الحالات الأشد خطرا كتوقف التنفس أو النزيف الاستمرار في المعاينة والإسعاف حتى وصول الطبيب أو إيصال الحالة للمستشفى عدم نقل المصاب من مكانه إذا كان هناك احتمال وجود كسور في العمود الفقري أو القفص الصدري، إلا في حالة إبعاده عن الخطر عبر وضعه على نقالة». وبخصوص حالة توقف القلب والتنفس، فإنه من الممكن للمسعف أن يقوم بعدد من التدابير من أجل استعادة المصاب للدورة الدموية وللتنفس ومنها : « إمالة رأس المصاب إلى الخلف حتى يبرز الذقن، وفي حالة انسداد مجرى التنفس فيجب فتحه بإزالة أية أجسام غريبة بالأصابع والضرب على الظهر بين الكتفين فحص استجابة المصاب: يجدر محاولة الحصول على إجابة شفوية بطرح أسئلة أو هز بلطف على كتف الطفل فحص التنفس لرؤية إذا كان هناك تنفس أو التنفس كافٍ أم لا التنفس الصناعي وتكرار العملية حتى ينتظم التنفس أو يربط في الكمامات الخاصة فحص النبض الشرياني لدى الطفل وتحديد ما إذا كان موجوداً أم لا، وفي حال عدم وجود تنفس يتم القيام بعمل إنعاش قلبي رئوي، وتتم مباشرة عملية الإنعاش بممارسة التدليك القلبي عبر الضغط براحة اليد على عظم القص بمعدل ضغطة كل ثانية ل 30 ضغطة متتالية ، وذلك لمساعدة القلب على الضخ، ثم المباشرة بالتنفس الصناعي ».