«واش أعباد الله فين ما جينا لهاذ السبيطار كي كولو لينا الدواء ما كاينش».. هذه هي العبارة التي خرجت بشكل عفوي وغاضب من أفواه العديد من مرتادي المستوصفات الصحية، خصوصا بمديونة والمجاطية ، والذين استاؤوا كثيرا من زيارة مستوصفات صحية، تغيب عنها الأدوية اللازمة الكفيلة بالتخفيف من آلام المرضى وطمأنتهم، خصوصا وان أغلبيتهم ليست لهم القدرة المادية الكفيلة باقتناء الأدوية من الصيدليات. وقد أوضحت مصادر قريبة من هذا الموضوع للجريدة «أن الأطر الطبية بجماعات الإقليم، أصبحت تجد حرجا في ممارسة عملها بالشكل المطلوب، في ظل غياب الأدوية ، وسئمت من تشخيص الداء من غير مد المرضى بالدواء اللازم الكفيل بمعالجة عللهم وأسقامهم». وأشارت مصادر أخرى إلى أن السكان كانوا يمنون النفس بتحسين الخدمات الطبية، عقب التغييرات الجديدة التي شهدها القطاع الصحي ،«لكن خاب ظنهم، فالأداء الصحي لم يزد إلا سوءا، وحصص الإقليم من الأدوية في تناقص واضح أضر كثيرا بمصالح السكان الصحية ،وساهم في ازدياد نفقاتهم نتيجة غياب الأدوية من المراكز الصحية». واعتبرت جهات متعددة ، أن الواقع الصحي الذي يعيش وضعا مترديا بالإقليم بسبب التقاعس في إخراج مشروع المستشفى الإقليمي لحيز الوجود ، وقلة الاهتمام بالمستوصفات الصحية، ليس هو الوحيد الذي يعاني من سياسة اللامبالاة وقلة الاهتمام، بل تنضاف إليه قطاعات اخرى تعاني من التهميش وسوء التدبير، من بينها القطاع الاستثماري الذي تأبى جهات معينة ،إلا أن يظل مشلولا من غير أن تستفيد منه الساكنة في شيء، نتيجة هيمنة بعض الوجوه المنتخبة على منطقة الحي الصناعي ، ودون نسيان الفشل الذي منيت به بعض المشاريع التنموية والتي توقفت في ظروف غير مفهومة من غير أن يكون لها أثر إيجابي في الارتقاء بالواقع الاجتماعي للسكان، بل إنه حتى مشاريع المبادرة الوطنية في شقها المتعلق بالمشاريع المدرة للدخل لم تسلم من «التسييس» ،وفي تغيير النمط الاجتماعي للعشرات من الشباب ، مما جعلهم يفقدون الثقة في المسؤولين، ماداموا عاجزين عن القيام بأي دور تنموي قادر على إنقاذهم من وطأة الفقر والتهميش.