يعاني سكان إقليم مديونة من «تدهور الحالة الصحية» للقطاع، حيث أصبحت أمراضه جد مزمنة، بعد أن ظل طيلة عقود من الزمن يئن تحت وطأة تدهور الشبكة الاستشفائية وتأخر افتتاح المستشفى الجديد وضعف الاهتمام بالمستوصفات الصحية، التي تعاني من نقص حاد في الأدوية وهو ما أدى إلى تذمر المرضى والأطر الطبية على السواء، خصوصا المرتادين لهذه المراكز الصحية ،الذين أصبحت لا تقنعهم كلمة «ماكاينش الدوا» ويظنون أن الطبيب غير صادق معهم، مما ولد جوا من عدم الثقة ما بين الأطر الطبية ومرضاهم. وارتباطا بنفس الموضوع، فقد أفادتنا مصادر مهنية مطلعة، بأن المستوصفات الصحية المتواجدة بتراب جماعات الإقليم الخمس، تتوصل بأربع حصص من الأدوية سنويا على رأس كل ثلاثة أشهر ،لكنها تنتهي سريعا قبل حلول موعد تسليم الحصة الموالية، وهو الأمر الذي يضاعف من معاناة المرضى ،الذين لا قدرة لهم على تحمل مصاريف شراء الأدوية من الصيدليات العمومية، مما يفرض حسب نفس الإفادة الرفع من حصص الأدوية المسلمة للإقليم ، وتحيينها لتتلاءم مع حجم عدد السكان الآخذ في الارتفاع باستمرار. ولا تقف معاناة المرضى من نقص الأدوية المتعلقة على الخصوص بالأمراض المزمنة كالسكري والقلب والحساسية وتعفنات القصبة الهوائية وغيرها، بل تتعداه إلى ضعف التجهيزات وقلة الأطر الطبية، وهو الأمر الذي يخلق اكتظاظا في بعض المستوصفات الصحية ، كمستوصف دوار الحمادات ،الذي يهب إليه المرضى من عدة دواوير، فرادى وجماعات من مناطق لحفاري ومرشيش وسيدي غانم ولبفاقشة والحلايبية ومومنات والضرك واللوز وعين الحلوف وخديجة والحمادات لساكنة تقارب 20 ألف نسمة، رغم أن المستوصف الوحيد بالمنطقة ،ليس إلا مجرد بناية بسيطة ،لا حياة فيها إلا لطبيب واحد وممرضة يتيمة لا تجد حتى من يساعدها في مواجهة الأعداد الوفيرة من المرضى الذين يقصدونها من الدواوير المذكورة ،مما يخلق نوعا من التكدس والازدحام من الصباح الباكر إلى حدود منتصف النهار. أما الحوامل ممن ساقتهن الأقدار للإنجاب في مراكز الولادة، فإن الحالات العادية تمر بسلام، لكن الولادات المستعصية أو شبه المستعصية، تنتهي، في غالب الأمر، بإرسال النساء إلى مستشفيات وسط المدينة كسيدي عثمان وابن رشد.. لضمان ولادة سليمة. وقد استغرب العديد من المواطنين ممن استقت الجريدة آراءهم لغياب مستشفى إقليمي متعدد الاختصاصات بإقليم شاسع تناهز ساكنته 135ألف نسمة، خصوصا وأن المنطقة تحتضن أكبر مجمع للنفايات على الصعيد الوطني، له بالغ الأثر في تلويث الهواء وتسرب المياه الملوثة المسماة عصارة الزبال «الليكسفيا» إلى باطن الأرض وإتلاف المياه الجوفية، كان من عواقب ذلك ظهور عدة أمراض ساهمت بشكل جلي في عرقلة صيرورة الحركة التنموية، ورغم ذلك فالإقليم مازال بدون مستشفى باستطاعته احتضان أمراض قاطنيه ومعالجتهم .