تُحال أغلب الحالات المرضية التي تفد على المستشفى الإقليمي متعدد الاخصاصات بتاونات على مستشفيات مدينة فاس، خاصة المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، بدعوى أن أصحابها في حاجة إلى تدخل طبي عاجل أو معقد، ليس بوسع المستشفى المحلي توفيره. وتتعلق هذه الحالات بمعظم الإصابات المُحالة على المستعجلات، الناتجة عن الضرب والجرح والحروق والكسور، وأمراض المعدة والجهاز التنفسي والعظام والمفاصيل، وعند حالات الولادة المستعصية، دون الحديث عن الحالات المرضية المزمنة. وتعم باستمرار حالات من الاحتجاج المستشفى الإقليمي بتاونات في أوساط المرضى وذويهم ، ضد قرارات إحالتهم من طرف المصالح الطبية المحلية على مستشفيات مدينة فاس، وما يترتب عن ذلك من استنزاف لطاقتهم وإمكانياتهم المادية، وذلك دون القيام بتشخيص حالاتهم وفحصهم بالمستشفى المحلي. ويتساءلون عن وظائف هذا الأخير والخدمات التي يقدمها إذا كان يحيل معظم الحالات المرضية على فاس، حيث يتم تارة تبرير قرار الإحالة بغياب طبيب متخصص، وتارة بكون الإصابة معقدة وتتطلب تدخلا على أعلى مستوى من حيث المعدات الاستشفائية، وتارة أخرى بغياب الأسرة لإيواء المرضى... وحيال هذا الوضع، تؤكد مصادر مقربة من القطاع الصحي بالإقليم أن إحالة المرضى على مستشفيات فاس بشكل متواصل ليس مرده إلى قلة التجهيزات الطبية أو عدم وجود أطباء متخصصين أو على أنها حالات مرضية معقدة، بل يرجع الأمر إلى «تهاون الأطر الطبية المحلية في التدخل والتعامل مع المرضى والمصابين بما يلزم من الجدية وروح الضمير المهني»، وتحدثت نفس المصادر عن «اختلالات عميقة يشهدها المستشفى الإقليمي بتاونات، ومنها الغياب المتواصل لبعض الأطباء المتخصصين بدعوى صعوبة ظروفهم الاجتماعية أو لارتباطهم بالقطاع الخاص، إضافة إلى عدم تشغيل الكثير من المعدات الاستشفائية العالية الدقة والجودة التي يتوفر عليها المستشفى والتي تبقى معطلة لغياب من يشغلها، وافتقاد المستشفى نفسه لعدد من الأطباء الاختصاصيين والنقص في عدد الممرضين»... وهي عوامل تجعل المصالح الطبية المحلية تلجأ إلى الحلول السهلة والجاهزة، وهي توجيه الكثير من الحالات المرضية المتوافدة على المستشفى الإقليمي إلى مستشفيات مدينة فاس. وإذا كان هذا هو حال المستشفى الإقليمي، فإن الوضع يسوء أكثر بالنسبة للمراكز الصحية والمستوصفات المتواجدة بالإقليم، حيث تنتفي بها في الكثير من الأحيان أبسط الخدمات الطبية، بسبب غياب الأطباء، أو بالأحرى تغيبهم عن العمل، ونقص الأدوية والمعدات الطبية، ما يجعل بعض المراكز الصحية تبدو بنايات فارغة دون أي محتوى.