تعيش مدينة الشماعية في الايام الاخيرة على وقع مجموعة من الأزمات التي كان لها بالغ الأثر في نفوس المواطنين، بل انعكست سلبا على المستوى الاجتماعي، فالمدينة ذات 23 ألف نسمة تعاني من ضعف مجموعة من المرافق العمومية إن لم نقل انعدامها ، فهي لا تتوفر على المستوى الصحي إلا على مستوصف لا يسد حاجيات السكان، هذا دون الحديث عن حاجيات سكان الدواوير المجاورة إذ غالبا ما يلفظ مجموعة من المرضى أنفاسهم الأخيرة في سيارة الإسعاف المتوجهة نحو مستشفى أسفي الإقليمي بسبب الإهمال وضعف التجهيزات إضافة إلى انعدام أطر طبية مؤهلة للقيام بعلاج الحالات المستعجلة التي تتوافد على المستوصف، خصوصا الذين يتعرضون للذغات العقارب بسبب غياب الجرعات المضادة للسم ، المستوصف لا يتوفر على الأدوية والمعدات اللازمة فحالات الولادة تحدث اغلبها بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس ولطالما كثر الحديث عن حالات ولادة قبل الوصول إلى المستشفى الإقليمي. الشيء الذي يضطر بعض السكان من الشبه الميسورة أحوالهم إلى التوجه نحو بعض العيادات الخاصة، أما السواد الأعظم من أبناء الفقراء والمعوزين فيضطرون إلى تأجيل زيارة المستوصف إلى يوم الخميس، باعتبار أن أغلب المرضى من الدواوير المحيطة بالمدينة ، وأن اليوم الذي سيسعفهم الحظ فيه لزيارة المستوصف هو يوم الخميس ، وهو اليوم الذي يعقد فيه السوق الاسبوعي (سوق زيما) الذي يعاني الويلات هو الآخر، وعن الأدوية التي يتلقاها المرضى الذين تمتلئ طوابير الانتظار بهم يوم الخميس.ويقول أحد المرضى " إن الادوية لا تجدي نفعا خصوصا اذا تعلق الامر بصداع الرأس والزكام ونزلات البرد حيث يتم توزيع 50 قرصا على المرضى " ، الغريب في الأمر هو أن المستوصف عرف العديد من الإصلاحات التي لم تتجاوز الترميم أو بعض الإصلاحات الطفيفة، في ما تحدثت مصادر أخرى عن وجود تلاعبات بمشاريع المستوصف، من قبيل تفويت بعض الأسرة لمستشفيات أخرى، وبين واقع ما يعانيه المستوصف والاتهامات التي وجهت لبعض المسؤولين المحليين يبقى السكان المتضرر الأول والأخير من غياب مستشفى يلبي حاجيات السكان ويسعف دوي الاحتياجات الخاصة منهم خصوصا أن مدينة الشماعية تعرف حوادث كثيرة(حوادث الجرائم ،وحوادث السير)، تستدعي نقل المتضررين منها إلى اقرب مستشفى بالمنطقة والذي يبعد بأكثر من ساعة زمن من المدينة وهو المستشفى الإقليمي محمد الخامس .