إطلالة يومية من خلال هذه الزاوية على قصص من صميم الواقع عبر مختلف الأقاليم والجهات لم يمض سوى اقل من اسبوع على حالة وفاة سيدة في مقتبل العمر والام لاربعة اطفال وبالضبط يوم الثلاتاء ماقبل الماضي صباحا بعدما ظنت بان توجهها الى المركز الصحي لمدينة الشماعية سيخفف عنها الام المرض المزمن (القلب ) التي كانت تعاني منه وسيقدم لها خدمة تصنف بالجد بسيطة ولا تكلفها طول انتظار والتالم حتى ان فارقت الحياة بين احضان جدران وامام اعين زوار وممرضي المركز المدكور الدين اكتفوا بدور المتفرج لم يجدوا ما يؤخرون ولا يقدمون سوى الاستسلام لامر الواقع وكشهود على مايقع للمواطن للمرضى الدين ينتمون للمناطق غير النافعة رغم انها غنية بثروتها الفوسفاطية والفلاحية ..... حالة هده السيدة ليست الا نمودجا للعديد من السيدات اللواتي يقصدن المركز الصحي للمدينة ويصدمن من انعدام الخدمات المقدمة فيه. الواقع الصحي بمدينة الشماعية والمناطق المجاورة لها يوجه رسالة واضحة وياكد بانه صحيح ما قالته وزيرة الصحة ياسمينة بادوا مؤخرا في احد خرجاتهاالاعلامية بعدما صرحت بان المغربيات يلدن كا «القطط « لكن ما وقع لسيدة في مقتبل العمريوم الاحد قبل الماضي ليلايثير الكثير من التساؤلات. بعدما قصدت دار الولادة المتواجدة بالمركز الصحي لمدينة الشماعية قصد الولادة وصدمت بواقع «مر» بعدما ثم لفظها بحجة غياب الاليات والمعدات. لم تجد السيدة و امها سوى الاكتفاء بالدعاء للخالق بان يسهل عليها عملية الانجاب بعيد عن المقص والسيروم وبقدر قادر وبمساعدة من امها وضعت مولودها (دكرا )في احدى الحدائق بحي الدرابلة البعيد بامتار قليلة على بناية انشات الغرض منها للولادة. حملا المولود وتوجها الى المنزل بعد أن فقدا الأمل في ولوجه. والجدير بالدكر وبحسب مصدر طبي وفي ظل انعدام الاليات والمعدات التي تساعد على عمليات الولادة بدار الولادة بالمركز الصحي للمدينة فإن كل متوجه نحوها يضع يديه على قلبه خوفا من أن يفقد الزوجة والمولود معا فالخارج من المركز الحي مولود . هذه الحادثة تعيد إلى الواجهة إشكال الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين بالشماعية. فالمدينة دات ال 23الف نسمة لا تتوفر سوى على مركز صحي واحد لا يلبي حاجيات السكان، دون الحديث عن حاجيات سكان الدواوير المجاورة اذ غالبا ما يلفظ مجموعة من المرضى انفاسهم الاخيرة في سيارة الاسعاف المتوجهة نحو المستشفى الاقليمي لاسفي بسبب الاهمال وضعف التجهيزات اضافة الى انعدام أطر طبية مؤهلة للقيام بعلاج الحالات المستعجلة التي تتوافد على المركز خصوصا الذين يتعرضون للذغات العقارب بسبب غياب الجرعات المضادة للسم مصادر أخرى تحدثت عن وجود تلاعبات بمشروع بناء مستشفى في مستوى الخصاص والاتهامات التي وجهت لبعض المسؤولين المحليين ويبقى المريض المتضرر الأول والأخير من غياب مرفق صحي يلبي حاجيات السكان ويسعف ذوي الاحتياجات الخاصة منهم فالمستوصف لا يتوفر على الادوية والمعدات اللازمة فحالات الولادة تحدث اغلبها بالمستشفى الاقليمي محمد الخامس ولطالما كثر الحديث عن حالات ولادة قبل الوصول الى المستشفى الاقليمي.الشيء الذي يضطر بعض الأسر الميسورة الى التوجه نحو العيادات الخاصة أما السواد الاعظم فيضطرون الى تأجيل زيارة المركز يوم الخميس باعتبار أن اغلب المرضى من الدواوير المحيطة بالمدينة، وأن اليوم الذي سيسعفهم الحظ فيه لرؤية الطبيب هو يوم الخميس، وهوما يتزامن مع السوق الاسبوعي(سوق اخميس تزيما) حيث يتشرف المواطنون بمقدمه وبطلعته الأسبوعية, الغريب في الأمر هو أن المركز الصحي لمدينة الشماعية يصنف بكونه مرفقا استشفائيا من حيث بنيته التحتية وقد شهد خلال السنين الاخيرة الماضية العديد من الإصلاحات التي خولت له بان يكون مستشفى يلبي حاجيات المرضى على صعيد منطقة احمر لكن يبقى الوضع المرتبط بخدمته الحالية عديم المنفعة ويبقى المريض المتضرر الأول والأخير من غياب مرفق صحي يلبي حاجيات السكان ويسعف دوي الاحتياجات الخاصة منهم خصوصا أن مدينة الشماعية تعرف حوادث كثيرة تستدعي نقل المتضررين منها إلى اقرب مستشفى بالمنطقة والذي يبعد بأكثر من ساعة زمنية من المدينة, إن واقع الخدمات الصحية بالمدينة ومنطقة احمر على وجه العموم هو عنوان الحالة المزرية والعبث والمعانات التي يعيشها المواطنون هناك الأمر الذي يتطلب تدخلا عاجلا لمعالجة الأمور، والنهوض بالخدمات الصحية للوصول بها إلى المستوى المطلوب وطنيا. هكذا وضعت السيدة مولودها في العراء بين أحضان الطبيعة في وقت يتحدثون فيه عن التغطية الصحية وعن محاربة ظاهرة الوفاة عند الوضع، فمن الذي يتحمل المسؤولية في حالة وفاة الأم أو الجنين في مثل هذه الحالات؟