شد صباح أمس الخميس المنتخب الوطني الرحال إلى ليبروفيل، عاصمة الغابون، التي ستحتضن الدورة 28 من بطولة الأمم الإفريقية مناصفة مع غينيا الاستوائية، بدءا من يوم غد السبت وإلى غاية 12 فبراير المقبل. ورحل المنتخب الوطني بكامل نجومه، وأمله أن يستكمل صفوفه بتعافي المهاجم أسامة السعيدي بشكل تام، وأن يكون جاهزا لأول اختبار أمام المنتخب التونسي، في قمة المجموعة الثالثة يوم الاثنين المقبل، بعد الإصابة التي ألمت به يوم الأحد الماضي، والتي جعلته يغيب عن المبارتين الوديتين، اللتين أجرتهما العناصر الوطنية يومي الإثنين والأربعاء الماضيين، أمام كل من غراشبورزيوريخ وإفي سي بال السويسريين، بمعسكره التدريبي بمدينة ماربيا الإسبانية. وتوجهت البعثة المغربية في حدود الساعة 11 من صباح أمس عبر رحلة مباشرة، استغرقت خمس ساعات ونصف. ومن المنتظر أن ينخرط المنتخب الوطني يومه الجمعة في تداريبه الإعدادية، على أن يدخل يوم الاثنين في أجواء المنافسة، بمواجهة أقوى منافسيه في المجموعة الثالثة، والرهان الأكبر في انتزاع نقط المباراة كاملة لتعزيز فرص التأهل إلى الدور الثاني، بحثا عن ثاني لقب قاري يعزز إنجازات المنتخب الوطني، التي لا تتعدى ميدالية فضية في دورة 2004 بتونس ونحاسية في دورة 1980 بنيجيريا، إضافة إلى لقب 1976 بإثيوبيا. وأعلن الناخب الوطني إيريك غيريتس، الذي تسلم مقاليد الإشراف على النخبة الوطنية في أكتوبر من سنة 2010، وانخرط بشكل مباشر في أجواء التنافس، ونجح في إعادة التلاحم والعزيمة إلى صفوف المنتخب الوطني، الذي عاش العديد من الانكسارات، جعلته يظل على الهامش قاريا وعالميا، حيث غاب عن الدورة الأخيرة لكأس أمم إفريقيا التي جرت بأنغولا، وعجز عن بلوغ نهائيات كأس العالم منذ آخر مشاركة له في مونديال فرنسا 1998. وسيطر المنتخب الوطني على تصفيات مجموعته، وقدم أداء بطوليا في مبارته أمام المنتخب الجزائري، رابع إفريقيا 2010، والممثل العربي الوحيد في مونديال جنوب إفريقيا 2010، وانتزع بجدارة صدارة مجموعته، الأمر الذي جعل العديد من المتتبعين يرشحونه للمنافسة على اللقب، في ظل غياب منتخبات وازنة من طينة مصر، حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب القارية، والكاميرون ونيجيريا بالإضافة إلى الجزائروجنوب إفريقيا. وقال غيريتس، خلال ندوة صحافية عقدها بماربيا، «لا نرى أنفسنا مرشحين للقب، لكن آمالنا عريضة كجهاز تقني ولاعبين لبذل أقصى جهد للحصول عليه، وهو ما يمر عبر تخطي الدور الأول، الذي وضعنا في مجموعة ليست سهلة، وأنا لا أختار أبدا مواجهة منتخبات بعينها في الأدوار الأولى، لأنك إن كنت تطمح للفوز باللقب فعليك هزيمة الكبار في أي دور». وأكد غيريتس أن التتويج القاري يظل الهدف الأكبر لمجموعته نافيا تقديم أي ضمانات للجماهير المغربية، التي أكد لها أن اللاعبين سيقدمون أفضل العروض وسيكونون رقما صعبا في معادلة اللقب القاري، ويحق للمغاربة أن يفخروا بأسودهم التي لم تسرق هذا اللقب. للإشارة فقد أجرى المنتخب الوطني معسكرا تدربيا بماربيا منذ يوم ثامن يناير الجاري، توجه بمبارتين إعداديتين، كانت آخرهما أول أمس الأربعاء أمام بازل السويسري، مدتها 50 دقيقة، وانتهت بدون أهداف، خصصها غيريتس للعناصر التي لم تشارك في المباراة الأولى أمام غرشبورز (3 - 1). ووقف غيرتس خلال المباراتين معا على الجاهزية البدنية لمجموعته، والتي تطلبت عملا كبيرا من المعد البدني، وكذا تجريب بعض الخطط التاكتيكية، التي ستحدد بالنسبة إليه النهج التي سيعتمده خلال النهائيات القارية.