أنهى المنتخب الوطني لكرة القدم أمس الأربعاء بماربيا، استعداداته لنهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستنطلق بعد غد السبت بغينيا الاستوائية والغابون. وسيشد الرحال اليوم إلى ليبروفيل وسط آمال كبيرة بأن تكون مشاركته عند أفق انتظار الجمهور المغربي، الذي يراهن على كأس إفريقية مختلفة عن سابقاتها.. كأس تعيد المنتخب الوطني إلى دائرة التتويج التي غاب عنها منذ سنة 1976 عندما حاز لقبه القاري الوحيد. اختار غيريتس التحضير للكأس الإفريقية بمنتجع ماربيا السياحي، حيث الهدوء يطبع المكان، ويوفر مساحات كبيرة من التركيز، كما فضل مواجهة فرق بدون ثقل كغراشوبير زيوريخ وبازل السويسريين، في الوقت الذي خاض فيه منافسوه في المجموعة مباريات قوية أمام منتخبات مشاركة في النهائيات، ووسط ظروف مناخية مشابهة لتلك التي ستجرى فيها المنافسات القارية. وكان لافتا للانتباه أن المنتخب الوطني خاض مباراته أمس أمام بازل السويسري، وسط درجة حرارة منخفضة، بل إن الثلوج كانت ترى بأم العين وهي تتساقط على مقربة من الملعب الذي احتضن المباراة. وإذا كان واضحا أن غيريتس يحلم بمشاركة قوية، ويسعى لنيل اللقب، كما أكد عدة مرات، إلا أن من الواضح أن المهمة لن تكون سهلة، فكأس إفريقيا عودتنا دائما على أن التنافس فيها يكون بطعم خاص، ويحتاج كما قال الدولي المهدي بنعطية لاعب أودينيزي إلى منتخب يلعب كرة قدم من نوع خاص. أول الصعوبات التي سيكون على غيريتس التغلب عليها، هي المناخ، فالانتقال من «ثلوج» ماربيا إلى «حرارة» ليبروفيل سواء المناخية أو تلك التي ستكون في الملعب، يحتاج إلى نظام خاص وإلى تأقلم، وربما إلى ضربة سحرية، لأنه لم يحدث في تاريخ جميع كؤوس إفريقيا أن منتخبا استعد في أجواء باردة لكأس ساخنة نال اللقب. إذا حدث ذلك سنكون أمام سابقة سيكون بطلها بكل تأكيد هو غيريتس، الذي يبدو أنه يراهن على روح المجموعة والتلاحم بين اللاعبين، أكثر من رهانه على نمط التحضير أو جاهزية اللاعبين. ثاني الصعوبات التي سيكون عليه إيجاد حلول لها، مشكل الإصابات، فأسامة السعيدي الذي بات لاعبا أساسيا في تشكيلة غيريتس منذ مباراة الجزائر بمراكش(4-0)، لا يبدو جاهزا وغيابه عن المباراة الأولى بات مؤكدا، لكن المنتخب الوطني ليس لاعبا واحدا فقط، وكما كان السعيدي مفاجأة مباراة الجزائر، فيمكن لنور الدين مرابط أن يخطف الأضواء، مثلما يمكن للاعبين آخرين أن يقوموا بالدور نفسه. في المحصلة النهائية، غيريتس اليوم، هو رجل الساعة، وهو الوحيد القادر على قيادة سفينة المنتخب الوطني، والحيلولة دونها والارتطام بالأمواج العاتية لكأس إفريقيا.