بعد أن كان البلجيكي إيريك غيريتس، يؤكد أنه سيتوجه إلى الغابون من أجل الحصول على اللقب الإفريقي، وأن لديه مجموعة من اللاعبين بإمكانهم تحقيق المبتغى، فإنه مع اقتراب الحدث الإفريقي، غير من لهجته، وأصبح اللقب، مجرد هدف يسعى إليه ويتمنى تحقيقه، دون أن تعطي الرغبة في اللقب على حد قوله أية ضمانة للتتويج. غيريتس ذهب أبعد من ذلك، وقال:» لدينا فعلا طموح كبير ورغبة جامحة في التتويج باللقب، غير أنه بين الطموح من جهة والعمل على تفعيله من جهة ثانية هناك فرق، فليس هناك ضمانة ملموسة لتحقيق هذا الحلم على أرض الواقع». تصريحات غيريتس الحالية، تشبه تلك التي كان يدلي بها الفرنسي هنري ميشيل لما كان يقود المنتخب الوطني، فهو لم يكن في أي من المرات يفصح عن الهدف من المشاركة، وكان يقول دائما:» سنحاول أن نصل إلى أبعد نقطة ممكنة، في النهائيات»، وفي مشاركتين إفريقيتين، بلغ في 1998 الدور ربع النهائي وأقصي أمام جنوب إفريقيا، مع أن المنتخب الذي كان يتوفر عليه كان من المفروض أن يعود باللقب من بوركينافاصو، أما في دورة 2000 بنيجيريا وغانا فلم يتجاوز الدور الأول. إن من حق المنتخب الوطني، أن يراهن على إحراز اللقب القاري، خصوصا أنه يتوفر اليوم على مجموعة جيدة من اللاعبين فيها خليط من الخبرة والشباب الذين يبحثون عن فرصة لإثبات ذاتهم وتأكيد علو كعبهم، لكن اللقب لا يتم إحرازه بالتصريحات الصحفية، وإن كانت جزءا من عمل المدرب، ولكن يتم نيله بالعمل، وبوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ثم وهذا هو الأهم بقيادة المدرب لمجموعته بدون خطأ، وباختيارات منطقية للاعبين لا مكان فيها للمجاملة. المنتخب الوطني برغم الرغبة الجارفة التي تلف لاعبيه لتحقيق ما عجزت عنه الأجيال السابقة، إلا أن الواضح أن هناك الكثير من الإكراهات التي دفعت غيريتس إلى العودة إلى الواقع. هناك إصابات لدى بعض اللاعبين، كأسامة السعيدي، وآخرون يفقتدون للتنافسية كالشماخ والكوثري والقنطاري، وفئة أخرى ستكتشف التباري في إفريقيا لأول مرة (كارسيلا وامرابط). تحقيق اللقب يمر حتما بالتغلب على هذه الإكراهات، إضافة إلى التغلب على عامل المناخ والأجواء الخاصة التي تدور فيها المباريات الإفريقية. غيريتس اختار كما قال أن يثق في مجموعته الخاصة من اللاعبين، مديرا ظهره لعاملي التنافسية والجاهزية، وفي النهاية سيكون عليه أن يبرر اختياراته، وأن يبرر كذلك رابته الشهري الضخم.