في تصريح مثير نوعا ما لن يقبله حتى أكثر المغاربة تشاؤما، بمشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012. خرج كلود لوروا بكلام ينم عن جرأة هذا المدرب الفرنسي الذي لا يشك أحد في حنكته وخبرته بخبايا الكرة الإفريقية. قال لوروا إن المغرب ليس مرشحا للظفر بكأس الأمم الإفريقية المقبلة، بل إن المدرب السابق لمنتخبات الكاميرون وغانا والسنغال ذهب أبعد من ذلك، وقال إن منتخب الكوت ديفوار بدوره ليس ضمن خانة المرشحين للفوز بالبطولة.. أمر وارد، ليس لأن كلود لوروا صرح بذلك، بل لأن عالم المستديرة مليء بالمفاجآت، وعودنا في كثير من المناسبات، أن لا نثق بترشيحات تذهب أدراج الرياح عندما يسقط الكبار ويتسيد الصغار. هناك اعتقاد بأن عدم وضح اسم الفريق الوطني ضمن خانة المرشحين للظفر باللقب القاري، قد يكون أفضل للاعبينا، قصد تفادي الكثير من الضغوط،. لكن من جهة أخرى، فهذا لا يلغي أن منتخبنا قادر على تحقيق إنجاز تاريخي والفوز بالكأس الإفريقية للمرة الثانية، غير أن المدرب الفرنسي ربما بنى كلامه على ما لاحظه على مستوى المنتخب خلال التصفيات المؤهلة إلى النهائيات الإفريقية، أو على المستوى المهزوز للأسود بدورة ودية بمراكش، لكن ما نسيه لوروا أن الفريق الوطني قد عرف ثورة على مستوى تشكيلته عن آخر مشاركة له بالبطولة (غانا 2008)، ناهيك أنه لا يمكن ترشيح منتخب كبوركينا فاصو مع احترامنا لهذا الأخير، فالفريق الوطني يبقى أفضل -ولو على الورق-. في المقابل، فإن الناخب الوطني إيريك غيريتس ظهر متفائلا للغاية، عندما تحدث في تصريح له عن مقدرته على قيادة الأسود نحو اللقب الإفريقي، وكيف تقدم فريقه خلال الشهور الثمانية السابقة. وبثقة مدهشة، قال غيريتس إنه فريقه قادر على الفوز بكأس أمم إفريقيا بناء على إحساسه الذي ناذرا ما يخطئ، حسب تعبير المدرب البلجيكي. تصريح قد يحتمل تأويلين.. التأويل الأول سيرى أن غيريتس مغرور إلى درجة تدفعه إلى التنبؤ بمستقبل زاهر ل «أسود الأطلس»، والتأويل الثاني سيعتبر ذلك مجرد ثقة في النفس من المدرب البلجيكي وفي قدراته على قيادة فريقه إلى إنجاز قاري، وفي كلتا الحالتين فإن حقق غيريتس المنتظر، فلن يصفه أي أحد بالغرور أو الكبر أو شيء من هاته الأوصاف، بل سيكون المدرب الفذ الذي أعاد للكرة المغربية مجدها الضائع وكتب لها تاريخ جديدا. غيريتس بدا متفائلا إلى درجة قد ينعته البعض بالغرور، فكيف لمدرب تأهل فريقه إلى النهائيات بشيء من الصعوبة رغم تواضع أسماء المنتخبات التي رافقته في مجموعته باستثناء المنتخب الجزائري، أن يخرج أمام الجميع ليقول إنه متأكد من الفوز بكأس الأمم الإفريقية لهذه السنة. المدرب البلجيكي لم يقدم لحظوظ الساعة أن مؤشرات تؤكد قوة منتخبنا وتفوقه على الصعيد الإفريقي، فلكي تفوز ببطولة ما عليك أن تكون أفضل من البقية، وفي اعتقادي الذي يشاركني فيه الكثيرون، أن المنتخب الوطني ليس أفضل من منتخبي غانا والكوت ديفوار، اللهم إن كان هناك رأي يقول أن «أسود الأطلس» أقوى من «الفيلة» و»النجوم السوداء»، فحينها لن يساور الشك أي مغربي -مهما بلغت درجة تشاؤمه- في مقدرة الأسود على التتويج باللقب. غيريتس قال إن غياب التنافسية لدى بعض اللاعبين لن يشكل عائقا أمام مساعدتهم للمنتخب المغربي، غير أنه في تصريح آخر أكد أن عدم توجيه الدعوة لمهاجم أجاكس أمستردام منير الحمداوي، يعود إلى غياب التنافسية وعدم مشاركته في أي لقاء مع النادي الهولندي، ويبدو أن غيريتس تناسى أن مجموعة من لاعبيه يقعون تحت (الحال من بعضو)، فخرجة لا يشارك إلا احتياطيا في أحسن الأحوال مع فيورنتينا، ومروان الشماخ يرفض الانفصال على مقاعد الاحتياط بأرسنال، وعبد الحميد الكوثري أضاع رسميته مع مونبولييه بورقة حمراء، وعادل تاعرابت تحول من اللاعب النجم إلى البديل المشاكس. والأكيد أن غيريتس رغم الملاحظات الموجهة إليه، يحاول في كل خرجة إعلامية أن يدعم هاته العناصر والبقية بشحنات معنوية، حتى لا تتأثر بالإشاعات التي تروج وتهدف إلى هز معنويات لاعبيه، خاصة بعدما أصبح الشعب المغربي ينتظر الكثير من لاعبي الفريق الوطني، فضلا عن ارتفاع أسهمه في سوق المنتخبات المرشحة لانتزاع اللقب. ما بين لوروا وغيريتس لا ندري من نصدق ومن نكذب.. أو لنقل من سيصيب ومن سيخطئ في توقعه، وبطبيعة الحال -نحن كمغاربة- نتمنى أن تخيب ظنون المدرب الفرنسي، وتصدق أحاسيس غيريتس، وأن يحقق لاعبو المنتخب الوطني المأمول منهم بالعودة بالكأس الإفريقية، بعدما باتت الطريق أمامهم معبدة لتحقيق إنجاز سيحسب لجيل جديد تطعم بأسماء إضافية قادرة على العطاء، ولا ينقصهم سوى إخراج تلك التصريحات أداء ونتائج على أرضية ملاعب «ليبروفيل» الغابونية.. آنذاك سيرد إيريك غيريتس على كلود لوروا قائلا «المية تكذب الغطاس» كما يقول المصريون .!!!