< لومير وتحدي رد الاعتبار إلى نسور قرطاج > تعتبر النسخة السادسة والعشرون من نهائيات كأس الأمم الافريقية لكرة القدم في غانا بمثابة تحدي بالنسبة إلى مدرب تونس الفرنسي روجيه لومير لرد الاعتبار إلى الكرة التونسية وقيادتها إلى إحراز اللقب لتعويض خيبة أمل مونديال 2006 ونهائيات مصر في العام ذاته. ويدرك لومير جيدا أن فشله في تحقيق نتائج في مستوى تطلعات المسؤولين والجماهير التونسية قد يكلفه منصبه وهو الذي شنت عليه انتقادات لاذعة سواء من وسائل الإعلام المحلية أو الجماهير التونسية بسبب تراجع مستوى المنتخب التونسي وتأهله بصعوبة إلى النهائيات بحلوله ثانيا في تصفيات المجموعة الرابعة خلف السودان، وانتظر نتائج المنتخبات الاخرى صاحبة المركز الثاني في مجموعاتها لحجز بطاقته باعتباره أحد أفضل 3 منتخبات حلت وصيفة في التصفيات. وقال لومير عشية سفر المنتخب التونسي إلى غانا «مرت علينا فترات عصيبة في الآونة الأخيرة بسبب الضغوطات التي تمت ممارستها علينا، لكني واللاعبين ندرك جسامة المسؤولية وسنرفع التحدي لنثبت للجميع بأننا نملك منتخبا قويا قادرا على حصد الألقاب». وأضاف «ستكون تونس بين المرشحين لإحراز اللقب القاري. غانا ومصر والكوت ديفوار والسنغال وتونس مرشحة بقوة للظفر بلقب كأس أمم إفريقيا». وتابع «منتخبنا أبدى انسجاما كبيرا بين لاعبيه الذين يرغبون في رفع التحدي بفضل عزيمتهم وإرادتهم القوية». وأوضح أن «الهدف الأول في غانا هو تخطي الدور الأول» معترفا بأن التشكيلة «تغيرت كثيرا عن سابقتها في الأعوام الأخيرة». وأشار إلى أن نهائيات غانا «تعتبر اختبارا جديا بالنسبة الينا وخصوصا تخطي الدور الأول. لن تكون المهمة سهلة أمام منتخبات ذات مستوى عال». وكان المنتخب التونسي يسعى إلى دخول التاريخ في بطولة امم افريقيا في مصر من خلال إحراز اللقب ليصبح رابع منتخب يحتفظ باللقب بعد مصر (1957 و1959) وغانا (1963 و1965) والكاميرون (2000 و2002)، وثاني منتخب يحقق هذا الإنجاز منذ رفع عدد المنتخبات المشاركة الى 16 منتخبا قبل 10 أوام وذلك بعد الكاميرون، لكن أحلامه تبخرت في الدور ربع النهائي على يد نيجيريا بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1. وغير المنتخب التونسي جلده كثيرا مقارنة مع تشكيلته التي أبلت البلاء الحسن في السنوات الأخيرة، ويبقى أبرز الغائبين المهاجم المشاكس زياد الجزيري الذي يلعب حاليا مع الكويت الكويتي، إلى جانب حاتم الطرابلسي الذي اعتزل اللعب دوليا وخالد بدرة وعادل الشاذلي بالإضافة إلى علي الزيتوني المصاب. ويعول لومير كثيرا على لاعبي النجم الساحلي الذي حققوا إنجازا تاريخيا بتتويجهم أبطالا لمسابقة دوري ابطال إفريقيا على حساب الأهلي المصري حامل اللقب في العامين الأخيرين في مقدمتهم المهاجم الصاعد أمين الشرميطي ورباعي خط الدفاع صابر بن فرج وسيف غزال ومهدي مرياح ورضوان الفالحي ويبقى مدافع برمنغهام الانكليزي راضي الجعايدي الوحيد بين الحرس القديم للمنتخب التونسي سيكون حاضرا في غانا إلى جانب جوهر المناري (نورمبرغ الالماني) وكريم حقي (باير ليفركوزن الالماني). ويكمن سر تألق الكرة التونسية في بروز أنديتها على الصعيد القاري وخصوصا الثلاثي الترجي والنجم الساحلي والنادي الإفريقي وإلى جانبهم في الأعوام الأخيرة الصفاقسي بطل الدوري العام الماضي وبطل مسابقة دوري أبطال العرب عام 2004. تطمح أنغولا إلى الدفاع عن سمعتها عندما تخوض غمار الكأس الإفريقية وكانت أنغولا فجرت مفاجأة من العيار الثقيل قبل عامين عندما حجزت بطاقتها إلى مونديال ألمانيا على حساب أحد أعرق وأقوى المنتخبات القارية وهو نيجيريا كما ضمنت تأهلها الى النهائيات القارية التي أقيمت في مصر للمرة الأولى منذ عام 1998. ويسعى المنتخب الأنغولي إلى التأكيد بأن طفرته في العامين الأخيرين لم تكن وليدة الصدفة بل عن جدارة واستحقاق خصوصا وأنها حجزت بطاقتها إلى نهائيات غانا بتفوق كبير حيث تصدرت المجموعة برصيد 13 نقطة بفارق 4 نقاط أمام إريتريا الثانية. وتشارك أنغولا في النهائيات القارية للمرة الرابعة بعد أعوام 1996 و1998 و2006 وخرجت خالية الوفاض منها بخروجها من الدور الأول. ونجح المنتخب الأنغولي الملقب ب»الظبي الأسود» في مبتغى سعى له منذ مشاركته الأولى في النهائيات وهو تحقيق الفوز فكان له ما أراد في مباراته الثالثة الأخيرة في الدور الأول في مصر عندما تغلب على الطوغو 3-2 بعدما خسر أمام الكاميرون 1-3 وتعادل مع الكونغو الديموقراطية صفر-صفر، وهو في غانا سيحاول تكرار الإنجاز ذاته لكن مع التأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه وإن كان ذلك صعبا كونه سيلاقي منتخبات يحذوها الطموح ذاته وتأمل أكثر منه في معانقة الدور الثاني بعد خيبات أمل النسخة الأخيرة وهي تونس والسنغال وجنوب إفريقيا. وتعول أنغولا في النهائيات على خط هجومها الذي كان الأفضل في التصفيات بتسجيله 16 هدفا بقيادة نجم الأهلي المصري فلافيو امادو الذي كان صاحب الهدف الوحيد لأنغولا في مونديال ألمانيا 2006. واحتفظ مدرب انغولا لويس اوليفيرا كونسالفيش بالعمود الفقري للمنتخب الذي شارك في المونديال حيث تضم التشكيلة الحالية 15 منهم ويبقى الغائب الأكبر القائد فابريس اكوا. وتدين الكرة الأنغولية إلى المدرب البرتغالي لاعب الوسط الدولي السابق كارلوس الينيو الذي قاد المنتخب إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا للمرة الأولى في تاريخه عام 1996، بيد أن المشاركة في النهائيات كانت مخيبة فخسرت أمام مصر 1-2 وأمام جنوب افريقيا صفر-1 وتعادلت مع الكاميرون 3-3. تملك جنوب افريقيا فرصة ذهبية لتلميع صورتها في نهائيات غانا، ودأبت جنوب افريقيا على المشاركة في بطولة أمم افريقيا وهي دائما مرشحة لإحراز اللقب بيد أن مستواها تراجع في الأعوام الأربعة الأخيرة حيث فشلت في التأهل إلى نهائيات كأس العالم في ألمانيا عام 2006 وكانت قاب قوسين أو أدنى من الغياب عن العرس القاري في مصر علما بأنها ودعت النهائيات من الدور الاول. وأدت النتائج المخيبة الى التعاقد مع مدرب منتخب «السامبا» السابق كارلوس البرتو باريرا مباشرة بعد استقالة الأخير من منصبه مع أبطال العالم 5 مرات بعد إخفاق مونديال ألمانيا. ورغم التعاقد مع باريرا فإن نتائج المنتخب الجنوب إفريقي لم ترق الى مستوى التطلعات وهو حجز بطاقته إلى النهائيات بصعوبة وبين المنتخبات صاحبة أفضل مركز ثان بعدما انتزعت زامبيا صدارة المجموعة بفوزها على جنوب افريقيا 3-1 في عقر دار الأخيرة في الجولة الأخيرة. وشدد باريرا على ان المنتخب الجنوب افريقي في طريقه الى استعادة قوته مشيرا إلى أن «ما نحتاج إليه هو مزيد من الوقت للوقوف على جميع مكامن الضعف وترميمها قبل العرسين القاري والعالمي». وتابع «لقد بعثت مخططي إلى الاتحاد الجنوب إفريقي، يجب أن نجرب أكبر عدد من اللاعبين في عامي 2007 و2008، ونركز على تشكيل المنتخب عامي 2009 و2010». وأضاف «يجب إن نكون واقعيين، سنواجه مشاكل كثيرة، إتها استعدادات تدريجية تبدأ بكأس أمم إفريقيا 2008 وكأس القارات عام 2009. نحن لا زلنا في بداية مهمتنا». والأكيد أن مهمة جنوب إفريقيا لن تكون سهلة بوجودها في مجموعة قوية تضم 3 منتخبات شاركت في كأس العالم وهي تونس وانغولا والسنغال. وتخوض جنوب افريقيا النهائيات في غياب نجمها وهدافها مهاجم بلاكبيرن روفرز الانكليزي بينيديكث ماكارثي، الذي كان ظاهرة البطولة الحادية والعشرين في بوركينا فاسو عندما توج هدافا للدورة برصيد 7 اهداف بالتساوي مع المصري حسام حسن لكنه تفوق على الأخير باختياره افضل لاعب فيها، لعدم استدعائه من قبل المدرب باريرا علما بأن ماكارثي كان أعلن في السابق مقاطعته المنتخب الجنوب الإفريقي. وتوقع باريرا إنهاء ماكارثي مقاطعته للعب على الصعيد الدولي والعودة الى تمثيل بلاده في الاستحقاقات المقبلة. وهي المرة السابعة على التوالي التي تبلغ فيها جنوب إفريقيا النهائيات القارية منذ عودتها إلى الساحات الرياضية على اختلاف أنواعها بعدما أبعدت لسنوات عدة بسبب سياسة التمييز العنصري التي انتهجتها. وضربت جنوب إفريقيا بقوة في أول مشاركة لها حيث توجت بطلة لكأس أمم افريقيا العشرين التي استضافتها عام 1996، ثم بلغت المباراة النهائية للبطولة الحادية والعشرين في بوركينا فاسو 1998، وحلت ثالثة في نهائيات الدورة الثانية والعشرين في نيجيريا وغانا معا، وحجزت بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم مرتين متتاليتين عامي 1998 و2002. سيكون المنتخب السينغالي واحدا من الفرسان المعول عليهم للتألق في دورة غانا، سيما أن هذا المنتخب أصبح يعرف كيف يتعامل مع المنافسات الإفريقية منذ تمكنه من بلوغ النهائي في دورة مالي 2002 أمام الكامرون والتي خسرها بالضربات الترجيحية. تعود أول مشاركة للمنتخب السينغالي في كأس إفريقيا إلى سنة 1968 بإثيوبيا، ولم يعد الفريق للمشاركة مجددا إلا في سنة 1986 بمصر، وكان قريبا من بلوغ الدور النصف نهائي. وبعدما غاب الفريق عن دورة 1988 بالمغرب، فإنه استعان بخدمات المدرب الفرنسي لوروا للتأهل إلى دورة الجزائر 1990، وتحضير المنتخب لدورة 1992 بداكار التي بلغ دورها الربع نهائي، وخسر بصعوبة أمام الكامرون في الأنفاس الأخيرة. وبعد ظهور باهت في دورة تونس 1994، فإن المنتخب السينغالي أرسل إشارات قوية في دورة غانا ونيجيريا 2002 بأنه قادم للساحة الإفريقية، إذ احتاج معه منتخب نيجيريا إلى وقت إضافي في الدور ربع النهائي ليتمكن من إقصائه. وارتفعت أسهم كرة القدم السينغالية في سنة 2002 بعد أن نجح المنتخب في تحقيق مفاجأة مدوية وبلوغ نهائيايت كأس العالم 2002، التي وصل دورها الربع نهائي. يملك المنتخب السينغالي حاليا عددا من اللاعبين المميزين يقودهم اللاعب الحاجي ضيوف، تحت إشراف المدرب هنري كاسبرجاك. وسيخوض المنتخب السينغالي هذه الدورة دون ضغوط كبيرة من طرف الجماهير التي تطالب بأداء مشرف، وإذا كان هذا الأمر عنصر قوة بالنسبة له، فإن غياب صانع ألعاب حقيقي داخل المنتخب السينغالي يرسم علامات استفهام حقيقية بخصوص هذا المنتخب، وإن كانت الترشيحات تضعه ضمن خانة المنتخبات التي بإمكانها التنافس على اللقب.