ليلة رأس السنة في مأوى الطالب كانت ليلة تربوية شبابية سينمائية بامتياز، تم فيها القبض على ظاهرة الشغب وتناولها بالتحليل والتعرية. كيف لا، والمناسبة هي عرض فيلم تلفزيوني من إنتاج قناة دوزيم لسنة 2004 هو فيلم «القسم 8»، من بطولة فاطمة خير، سعد التسولي، عزيز الحطاب ورفيق بنبوبكر.. بعد ترحيب مدير الدار جمال معروفي وتقديم للجمعية وللبطاقة التقنية للفيلم من طرف جواد العريفي، وبعد عرضه على الشاشة الساحرة، تحرر لسان الطلبة وصارحوا أساتذتهم الحاضرين بكل ما يجول في الخاطر حول ظاهرة الشغب، بل هناك من حمل مسؤولية الظاهرة إلى الأستاذ بشكل مباشر، لأنه «لا يستطيع التأثير في التلميذ، ولأنه لا يثق في نفسه وفي إمكانياته» و«أن هناك من يستحق الشغب داخل القسم» وأن «قمع وعدم احترام الأستاذ يولد الشغب». بعض التلاميذ عكسوا وجهات نظر أخرى، تعزي الشغب إلى الواقع الاجتماعي (الفقر خصوصا) وإلى المشاكل النفسية. وكالعادة، استقبل الأساتذة ملاحظات فلذات أكبادهم برحابة صدر، ووضحوا لهم بعض الأمور. الشيخ المرابط مدير ثانوية أوزود التأهيلية ترك انطباعا جيدا بحضوره أولا، وبتدخله القريب من التلاميذ ومن منطق العقل، حيث أكد على أهمية الاندماج داخل الجماعة لمواجهة الانعزال والعنف والشغب، وأشار إلى أهمية تقرب الأستاذ من التلميذ وفهمه من أجل حل المشاكل، خصوصا أن فترة المراهقة التي يمر فيها التلاميذ تفرض إكراهات، لذلك خاطب «مجيد» أستاذته في الفيلم بالقول«راكي ما فاهمة والو ومعارفة والو». وكما يعتقد السيد المدير أن الحالة الاجتماعية ليست مبررا للشغب، بدليل وجود مشاغبين ميسوري الحال. بدوره أشار السيد نولجمة إلى أن القسم هو مجتمع مصغر فيه متناقضات ومنظومة قيمية منهارة، وأن التلميذ يدخل المؤسسة بحمولة سلبية وتشويش، فتضطر المؤسسات التربوية إلى إغلاق أبوابها حتى تحمي نفسها من عنف المجتمع، لذلك نجد «مجيد» في الفيلم يهدد بالقول: «حتى نخرجوا ونتفاهموا». كما تناول بالتحليل الدور السلبي للإعلام في تسييد قيم سلبية، ونبه إلى أن التلميذ هو من يحتاج المؤسسة، وليس العكس، وعلى أن الفقير هو من يحتاج المعرفة لتجاوز حالة الفقر، وأكد على دور التلميذ في محاربة ظاهرة الشغب. باقي التدخلات أكدت على ضرورة احترام التلميذ للأستاذ، وبالمقابل، على تواصل الاستاذ وتحاوره مع تلاميذه. جدير بالذكر أن لجنة الشباب والأنشطة الموازية لجمعية أزيلال للتنمية والبيئة والتواصل AADEC تبغي من وراء هذا برنامج القافلة السينمائية للشباب إلى خلق فضاء للترفيه وتنمية الحس الفني/النقدي لدى تلاميذ الداخليات ودور الطالب بمدينة أزيلال، عبر سلسلة عروض سينمائية تتلوها مناقشات، من أجل إعادة إحياء ثقافة الفن السابع لدى الجيل الجديد بأزيلال الذي ينشئ في ظل يتم سينمائي بعد إعدام دار السينما الوحيدة بأزيلال.