الدورة الرابعة من البطولة الاحترافية لم تعط لفريق الفتح الرياضي الانتصار الثاني فحسب، بل جعلته يربح مشجعين جددا وهم من الافارقة جنوب الصحراء، لا أعلم كيف جاءوا، ولا هل دخلوا مجانا، لكن ما لاحظه الجميع، هو أن هؤلاء الأفارقة استطاعوا ان يبثوا نوعا من الحيوية في مدرجات الأمير مولاي عبدالله شبه الفارغة بأهازيجهم الأفريقية، وانخراطهم بدون نشاز في ترديد شعارات أنصار الفتح الرياضي، ومحاولة التشويش على أنصار فارس دكالة الذين حضروا إلى المركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله، بطقوسهم الخاصة، مع العلم أن النشاز كان هو الهدف الذي سجله اللاعب البحري في الدقيقة 78 بعد أن نفذ محمد أمين البقالي ضربة ركنية استقبلها بوخريص برأسية، صدها القائم الأفقي وليجرفها البحري، وهي راجعة إلى قعر الشباك، وليعلن أنه عاد قويا من الإصابة. الهدف سبقته إضاعة فرصتين واضحتين للتسجيل من طرف كارل ماكس مهاجم الدفاع الحسني الجديدي، والذي كان دون مستواه، وكان في غير كامل قواه البدنية، الشيء الذي جعله لايقوى على تأكيد تفوقه بالسرعة النهائية التي كانت تخونه في آخر الأمتار، وبذلك، يكون الحظ قد خان فريق الدفاع الحسني الجديدي وجعله يعود بنتيجة غير منصفة، لأنه استطاع خلق الكثير من فرص التسجيل خلال الشوط الثاني، واستطاع نهج لعب هجومي فيه الكثير من النضج، وأعطى الدليل على أن لاعبي الفريق الدكالي منسجمون، ويتكلمون لغة واحدة مع التنويع في التسربات التي كانت تعتمد على الجناحين وعلى التوغل من وسط الميدان، والتركيز كثيرا على الكرات الأرضية والعميقة. مقابل ذلك كان فريق الفتح الرياضي يهاجم بأكبر عدد من اللاعبين لإبعاد مهاجمي الدفاع الحسني الجديدي عن منطقة دفاعه، وتخفيف الضغط عليه مع الاعتماد كثيرا على الفاتحي كممهد للطريق، ومحمد أمين البقالي كسقاء أو مخترق للصفوف مع جعل الدفاع الدكالي يرتكب أخطاء قرب مربع العمليات، لأن السلامي أدرك جيدا أن الكرات الثابتة من رجل الحاج بن شريفة قد تفي بالمراد، خاصة أن تسديداته تكون قوية ومركزة والتي منها سجل الكثير من الأهداف التي أعطته شهرة إضافية إلى جانب أخلاقه العالية. مقابل الشوط الثاني، الذي أنقذ المباراة من الرتابة، كان الشوط الأول شبيها بحصة تدريبية لإزالة العياء، بحيث لم تكن هناك ندية في اللعب، وكان الإيقاع ثقيلا، وهناك من فسر ذلك بطول فترة الاستراحة، والتي أثرت على لياقة اللاعبين. تصريح جمال السلامي مدرب فريق الفتح الرياضي لقد توقعت بأن المباراة لن تكون سهلة نظرا لقوة فريق الدفاع الحسني الجديدي الذي يؤطره بشكل جيد المدرب جواد، والذي خلق لنا بعض المتاعب، يضاف إلى ذلك توقف البطولة، وكون مجموعة من اللاعبين يعودون بعد غياب طويل (البحري مامادو، بوخريص وأسامة غريب)، إضافة إلى مجموعة من الإكراهات. فرغم الارتياح للنتيجة والمجموعة إلا أنه لابد من المزيد من الاشتغال لكي يتحسن إيقاع اللعب.