بعد أن ضاق بعض سكان حي الشريفة بمقاطعة عين الشق، خاصة المجاورين منهم للسوق النموذجي الشريفة، من التواجد العشوائي للباعة الجائلين، الذين أحاطوا بالسوق بعرباتهم ودوابهم، قرروا الاعتماد على أنفسهم للتصدي لظاهرة الاحتلال هذه، متجاوزين بعض «العقبات» التي صادفوها، والقائمة تبريراتها على أن «الظرف الراهن يتطلب الصبر والانتظار، خصوصا وأن هناك من يتربص بمثل هذه الأوضاع للرفع من درجات الاحتجاج وتوظيف ذلك في أمور أخرى مخطط لها من جهات معينة»! حيث استمرت المعاناة ما يفوق الستة أشهر، تضرر خلالها الوضع البيئي للحي، كما ساعدت هذه الفوضى في انتشار ظواهر أخرى كالسرقة واعتراض سبيل المتسوقين والمارة والسكان المجاورين للسوق النموذجي! و قد أكدت بعض المصادر القريبة من السوق أن بعض أصحاب المحلات انضموا بدورهم إلى الباعة لعرضا سلعهم بشكل عشوائي! تحرك السكان هذا، استجابت له السلطات المحلية بالملحقة الادارية الشريفة والدائرة الأمنية كاليفورنيا، مدعمة بجميع الوسائل والتجهيزات ، حيث تم إرغام أصحاب العربات و«الفرّاشة» على مغادرة مواقعهم وتحرير الملك العمومي! وقد وقف كل من حضر هذه العملية على هول مخلفات هذا «الاحتلال»: ركام من الأزبال، عشرات القنينات مملوءة بالبول وأكياس كثيرة مملوءة بالقاذورات، وعدد من قنينات الخمر والجعة، نفايات بقايا الدجاج وأمعائه والسمك، و الخضر الفاسدة ... وضع كان سببا في انتشارالجرذان والحشرات الضارة والديدان الصغيرة... مخلفات نُقلت عبر شاحنات تمت الاستعانة بها في «تحرير الحي. هذا وقد خلفت هذه الخطوة ارتياحا كبيرا وسط السكان المجاورين للسوق النموذجي الشريفة وبين كافة المتسوقين والمتسوقات. وللإشارة فإن مقاطعة عين الشق تعد من أول المقاطعات التي احتضنت بترابها ما يسمى ب «الأسواق النموذجية» للقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين، إلا أن هذا المشروع لم يعرف النجاح كما كان منتظرا، «إذ أن عددا ممن يستغلون هذه المحلات بكل من سوق الشريفة وسوق ياسمينة لا علاقة لهم بالباعة الجائلين، بل هم تجار محترفون ومنهم من له أكثر من محل بل هناك من له عشرات المحلات، اقتنوها بطرق معينة»! وحسب بعض المصادر من داخل سوق الشريفة، فإن هذا الأخير «لا يتوفر على مرحاض ، وهو أمر خطير ، فالمرحاض نفسه حُول إلى محل تم بيعه، ونفس الشيء بالنسبة لسوق ياسمينة ، حيث بيعت الإدارة وأصبحت محلا للجزارة»!