احتضنت عمالة إقليم مديونة، مؤخرا، لقاء تواصليا يروم تنظيم عملية التكوين في مجال النسيج والألبسة، بحضور عامل الإقليم والمنتخبين وممثلي الجمعية الوطنية لصناعة النسيج والألبسة، إضافة إلى المدير المساعد للمدير الجهوي للمكتب الوطني للتكوين المهني. لقاء تحسيسي ينزرج في سياق «مواجهة بطالة الشباب المطروحة بحدة بإقليم فتي يعول عليه أن يشكل قطبا تنمويا واستثماريا بجهة الدارالبيضاء الكبرى، لما يتوفر عليه من مؤهلات سياحية ومقومات تنموية هائلة تتطلب الاستثمار الجيد والاستغلال المعقلن»، وفي هذا الإطار أشار المدير المساعد للمدير الجهوي للمكتب الوطني للتكوين المهني، إلى أن «الإقدام على هذه المبادرة النوعية يجد مبرراته الأساسية في توفير الشغل المنتج لشريحة عريضة من المجتمع المغربي، من خلال توقيع اتفاقية مع الجمعية الوطنية لصناعة النسيج والألبسة تهدف إلى تكوين عدد من الشباب الذين يتراوح سنهم ما بين 15 سنة و35 سنة من أجل إدماجهم في سوق الشغل، أمام تزايد طلب عدد من الشركات الراغبة في يد عاملة مؤهلة» ، مبرزا أن العملية نفسها «ينبغي أن تعرف توظيف مجموعة من الآليات التحسيسية والتواصلية وفقا لمنهجية دقيقة تحترم الشروط المتضمنة لروح الاتفاقية بهدف إنجاح العملية»، مذكرا بمجموعة من المراحل التي «ينبغي السير وفقها لتيسير عملية الاستفادة من حصص التكوين في مجالات الخياطة والفصالة». وفي السياق ذاته أكد ممثل الجمعية الوطنية لصناعة النسيج والألبسة على أن «النقلة النوعية وغير المسبوقة التي تعرفها صناعة النسيج بالمغرب بفعل تدفق استثمارات مهمة، تؤكد على التطور الايجابي الذي يعرفه الاقتصاد الوطني في ظل عالم مطبوع بمتغيرات بنيوية وأزمات متلاحقة، كما تبرز أيضا نجاعة السياسة الاستثمارية المثلى التي انخرط فيها المغرب والتي جعلته يحافظ على موقعه المتميز ضمن منظومة الاقتصادات العالمية»، موضحا في هذا الصدد أن «قطاع النسيج يضطلع بأدوار مهمة وداعمة، حيث يشغل قرابة 244 ألف فرد، وهو باعث من بواعث الارتياح ومؤشر قوي وايجابي على أن رياح الأزمات التي هبت على اقتصادات العالم لم تتمكن من التأثير على اقتصادنا الوطني»، مبرزا «أن تحقيق خطوة أمامية تعزز حضور قطاع النسيج بشكل أفضل مما هو عليه، يظل مرتبطا بإطعامه بمؤهلات شبابية ، ذات تكوين وتجربة رائدين من شأنهما توفير مناخ الإقلاع والتطور، استجابة لشروط التحولات الراهنة». المشاركون في هذه التظاهرة ركزوا بدورهم في مداخلات عدد منهم على أهداف تكوين الشباب الراغب في ولوج عالم الشغل، باعتباره منفذا حقيقيا نحو تمتين اقتصاد وطني فعال ومزدهر يقف في وجه تنامي التحديات الاجتماعية والتنموية المطروحة التي أصبحت تشكل معضلة كبرى تتطلب على وجه السرعة التجنيد الفعال والتعبئة الشاملة لبلورة الانتظارات الجماعية، وطرحوا الاشكاليات المرتبطة بالموضوع، وذلك من أجل تفكير جماعي الهدف منه تقديم أجوبة عن معضلة تطارد عددا من الشباب.