يحضر مهنيو قطاع النسيج المغاربة بقوة هذه السنة في معرض “زوم باي فاتيكس” الذي ينعقد ما بين 15 و18 شتنبر الجاري بفيلبانت (ضاحية باريسية) للتعريف بمؤهلات سوق النسيج الوطنية واستقطاب المستثمرين عبر العالم، الذين شاركوا بكثافة في هذه التظاهرة المخصصة لصناعة الملابس والموضا بالمنطقة الأورومتوسطية. ومن بين 128 عارضا مشاركا في هذه الدورة الثالثة، يمثل المغرب 23 مقاولة، حيث تعد هذه المشاركة الأقوى بعد فرنسا، البلد المضيف. وتميزت المشاركة المغربية التي يشرف عليها “ماروك إكسبور” بتعاون مع الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة أمس الثلاثاء، بتنظيم ندوة صحفية عقدها وزير التجارة الخارجية السيد عبد اللطيف معزوز. وأبرز الوزير في هذه الندوة التي جرت بحضور سفير المملكة بفرنسا وعدد من الفاعلين المغاربة والأجانب في قطاع النسيج، المؤهلات التي يزخر بها النسيج الوطني، والتي تميز المغرب عن باقي البلدان المنافسة على جميع المستويامجت خصوصا الإبداع والتنافسية. - القرب الجغرافي: المؤهل الرئيسي للنسيج المغربي وبعد أن ذكر بالخطوط العريضة للاستراتيجية الوطنية للنهوض بصادرات “ماروك إيكسبور بليس”، سلط السيد معزوز الضوء على عامل القرب الجغرافي مع أوروبا، والذي تعزز بتوقيع سلسلة من اتفاقيات التبادل الحر مع مختلف البلدان، وإقامة مشروع طنجة المتوسط. ولاحظ الوزير أنه بعد مرور سنة واحدة على إحداثه، أضحى ميناء طنجة المتوسط الذي يتوخى أن يصبح الميناء الرئيسي للحاويات بالمتوسط، يتوفر على روابط مع عدد من البلدان، وكذا بمختلف مناطق الإنتاج على مستوى المملكة. وأشار الوزير في هذا الصدد إلى الجهود المبذولة من أجل تثمين العرض الوطني وتعزيز الكفاءات البشرية والصناعية في قطاع النسيج بالمغرب، الذي يحظي باهتمام خاص في العمل الحكومي بالنظر لأهميته في النسيج الاقتصادي. وأوضح أن حوالي 1600 مقاولة تنشط في هذا القطاع الذي يشغل 200 ألف برقم معاملات يقدر بأربعة ملايير أورو. من جهة أخرى، استعرض عدد من الفاعلين في القطاع الصناعي، خلال هذه الندوة، تجاربهم الناجحة بالمغرب سواء في ما يتعلق يصناعة الملابس والتوزيع، مبرزين مختلف الإجراءات التحفيزية المقررة من أجل دعم القطاع، خاصة على المستوى المادي واللوجيستيك والإجراءات الإدارية (الشباك الموحد) أو تثمين الموارد البشرية. - تطور قطاع النسيج الوطني باتجاه منتوج كامل التصنيع وأشارت دراسة للجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة تم الكشف عن نتائجها بهذه المناسبة إلى أن الشركات الكبرى بالبلدان الرئيسية الشريكة للمملكة (فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا، بريطانيا..) راضية عن مناخ الأعمال بالمغرب، ولاسيما على مستوى القرب واحترام الآجال والجودة وخبرة الكفاءات. وتبرز هذه الدراسة، التي شملت عينة من 36 شركة كبرى، أنه إذا كان نشاط المناولة مازال يشغل بقطاع النسيج 51 في المائة، فإن حجم التعاقد المشترك “يزداد بشكل كبير” مع وجود تطور باتجاه المنتوج كامل التصنيع. وأشار السيد محمد التازي، المدير العام للجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة، في هذا الصدد، إلى أن مشاركة المقاولات الوطنية في معرض (زوم باي فاتيكس) تكتسي أهمية كبرى على العديد من الأصعدة. وأضاف أن إشعاع المعرض دوليا يمكن هذه المقاولات أولا من “القيام باتصالات وعقد صفقات”، وكذا من الاطلاع على توجهات السوق والتموقع بالمقارنة مع المنافسة “وهو ما يعتبر مسألة هامة في السياق الحالي”. ويتوخى الحضور المغربي في هذا المعرض، الذي ينظم بالموازاة مع معارض أخرى تكميلية بباريس (”بروميير فيزيون” و”مودامونت” و”إيكسبروفيل” و”كوير”)، إيجاد موقع قوي له ورؤية حقيقية عبر التعريف بالخبرة المغربية في مجال التعاقد المشترك على الصعيد الدولي في قطاع النسيج والألبسة. وبهدف تحفيز المشاركة المغربية، تمت برمجة لقاءات أعمال على هامش المعرض. كما تم تنظيم العديد من المواعيد الفردية من قبل (ماروك إكسبور) مع منظمي المعرض بهدف ربط الاتصال بين المهنيين المغاربة والشركات الكبرى على الصعيد الدولي.