دافع المهنيون المغاربة في قطاع النسيج عن قضية الدول العربية الأطراف في اتفاقية أكادير (المغرب, تونس ومصر, والأردن) الراغبين في الحفاظ على مواقعهم داخل السوق الأوروبية. وتروم اتفاقية أكادير, التي تدعم أهداف مسلسل برشلونة من أجل خلق منطقة أورومتوسطية للتبادل الحر, إنعاش المبادلات التجارية بين البلدان الأربعة, وخاصة بينها وبين بلدان الاتحاد الأوروبي. وخلال منتدى نظم على هامش المعرض الدولي للملابس الجاهزة والأكسسوارات "انتيرسيليكسيون", الذي تختتم أشغاله اليوم الخميس, شكل ممثلو هذا القطاع المغاربة, مع نظرائهم التونسيين والمصريين والأردنيين, فريقا موحدا من أجل الدفاع عن الامتيازات التي يمنحها الاتحاد الأوروبي لقطاع النسيج بمنطقة اتفاقية أكادير. وأعربوا عن قلقهم إزاء العلاقات غير المتوازنة بين بلدانهم والاتحاد الأوروبي مقارنة مع علاقات الإتحاد مع بلدان أخرى. وأشار رئيس الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة السيد محمد التازي, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, إلى أن هذا المنتدى, الذي ينظم تحت شعار "من أجل شراكة مثمرة بين الاتحاد الأوروبي وبلدان اتفاقية أكادير", شكل مناسبة للتعبير للشركاء الأوروبيين عن "القلق من تراجع الإمتيازات الممنوحة لبلدان اتفاقية أكادير, خاصة في مجال الولوج إلى السوق وبشروط أصلية, لفائدة بلدان منافسة من خارج المنطقة". وأضاف السيد التازي ان الاتحاد الأوروبي يشجع على تشكيل التجمعات على الصعيد المتوسطي وبروز فضاء تنموي للنهوض بهذه المنطقة, لكنه اعرب عن اسفه لمنح تنازلات لبلدان تشكل منافسا شرسا, مثل بلدان مجموعة "افريقيا, الكارايبي والمحيط الهادي", وخاصة جزر موريس وبنغلاديش ومدغشقر ويتناقض هذا الواقع مع ما تنص عليه اتفاقية أكادير, التي تطمح إلى تطوير الاندماج الاقتصادي من خلال تطبيق قواعد المنشإ "بان أورو ميد", والنهوض بالاستثمارات الأوروبية والدولية ببلدان فضاء اتفاقية أكادير. وتجدر الإشارة إلى أن البلدان الأربعة المكونة لهذا الفضاء, تشارك في معرض "انتيرسيليكسيون" برواق مشترك تبلغ مساحته الإجمالية 1100 متر مربع, ويصل عدد العارضين به إلى 15 عارضا من كل بلد. وسجل السيد التازي أن هذه المشاركة "تعكس الرغبة في التعاون, وتعتبر دليلا على أن اتفاقية أكادير مفعلة". ويتقاسم السيد فريد تونسي الرئيس التنفيذي للوحدة التقنية لإتفاقية أكادير, وهي هيئة تنسيقية تمثل البلدان الأربعة الأعضاء في الإتفاقية, الموقف نفسه حيث يرى أنه "يمكن اعتبار المنطقة التي تشملها اتفاقية أكادير بمثابة + قصة نجاح+ من أجل إنجاز مشاريع ملموسة تتوخى الدفع بالمسلسل الأورومتوسطي" مؤكدا أنه من هذا المنطلق, يعتبر دعم الاتحاد الأوروبي ضروريا. وأبرزت دراسة أنجزتها الوحدة التقنية لإتفاقية أكادير سنة 2008 وتم تقديمها بالمناسبة, ملاءمة عرض بلدان اتفاقية أكادير من النسيج لمعايير التنافسية (القرب, وفرة المواد الأولية..إلخ ..), وهو ما يجعل منها منطقة لاستقطاب المستثمرين في قطاعي الصناعة والتجارة بأوروبا. وحسب هذه الدراسة, فإن صادرات قطاع النسيج والألبسة للبلدان الأربعة الأعضاء بهذا الفضاء نحو أوروبا, تقدر ب5ر7 مليار أورو. ويشرف على المشاركة المغربية في معرض "أنتيرسيليكسيون" المركز المغربي لإنعاش الصادرات والجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة, بتعاون مع الوحدة التقنية لإتفاقية أكادير. من جهته, قال السيد العربي بوربعة رئيس قسم النسيج والجلد بالمركز المغربي لإنعاش الصادرات, إن مشاركة المغرب في هذا المعرض تندرج في إطار الجهود المبذولة للتعريف بالعرض المغربي, المعروف ب"جودته وتطوره". وتمثل المقاولات الوطنية المشاركة في هذه التظاهرة, مختلف فروع صناعة النسيج والألبسة, ومن بينها "شين إي ترام" و"جون سبورتسوير" و"غروس ماي" و"بري أ بورتي فيمنان". ويشارك في المعرض الدولي للملابس الجاهزة والأكسسوارات من أجل التوزيع المنظم وشركات الموضة, الذي أقيم على مساحة تمتد على 27 ألف متر مربع, 200 مصدر دولي من مصنعي الملابس وتجار الجملة والمستوردين..