لكل تراثه ، لنا الحياة ولهم الجثامين ، لنا الأمام عينا لعين ولهم الوراء ، كل الوراء المشمول بقصور في النظر، نحن ضدان لا يلتقيان طبعا إلا من باب الاصطدام. * * * عهد عليكم . . خذوا دخيرتكم كاملة غير منقوصة . خذوا الرصاص لا يزال حيا في الجثث ، وردوا لها فقط : صراخ الاستغاثة ، بكاء النجدة والعويل ، نبض اليد وهو على وشك الوقوع أرضا نحن لن نمكت العهد . * * * الأركانة زيت في عروقي ، وقد سال من طابقه العلوي ، إلى الجنبات ، بفعل فاعل ومفعول فضيحة ، يا للمشهد . ! ! موت ودمار وانتحار والخطب جلل ، عصف على حين غرة بالشجرة ، والظل على حد سواء هي الشجرة التي تشمر كل صباح على أغصانها ، لإسداء خدمة للعموم ، الوجبة هنا بالشوكة والسكين والمنديل ولا قبل لحاتم الطائي ، بهذه الصيحة في الضيافة ، ولا عهد للمفسدين بأدب المائدة ولا بالنادر الممتع من الورد والشمع الحالم و لا بشعرية المكان ولا ببهاء الكلام ملقى على عواهنه يتطلع من شرفة عالية بالله على قلب مدينة طيب للغاية يتسع لجميع الألسنة حبا وإنسانية. * * * هو الظل يحتوينا أحبة حسبناه بيتنا الخالص شعرا والتحمنا بطاولة عليها ما لذ وطاب من المتع نأكلها بشهية سائح جديد ونمد أيادينا للكأس لتسهيل التواصل . يحدث أن نشرب حريرة مغربية محضة لكن بتوابل من جنسيات متعددة . والظل يلبث على هذه الحال إلى أن ننهي المهمة. هو يقول: رافقتكم السلامة . . . ونحن نضرب الموعد الآخر في صميم الشجرة على مسمع منه. * * * المشهد ينتحل أحط صفات الجحيم . القناص حصد الأخضر واليابس بمنجل وتراجع إلى الخلف . لماذا الخلف أيها الحقير ؟ وهذا الأمام مدبوح في أي سماء يدفن « قود » اللعنة عليك الساعة لله ما أنت بشر قطعا أسميك المذبحة . ! ! * * * أخرجوا من سمر العائلة ، من دفترنا الصحي ، من قائمة الضيوف ، من حفل الوداع من العناق . عفوا نريد أن نخرج من عنق الزجاجة . أغربوا عن هوائنا . عن سمائنا عن وعينا عن طقسنا عن ظلنا عن أحوالنا المدنية ، لقد خرجتم من الحسبان ، من زمان ، خرجتم علينا.