لم يستطع أحد ممن تواجدوا داخل المؤسسة التعليمية إعدادية المنصور الذهبي بنيابة التعليم بالفداء مرس السلطان، من أطر تربوية وإدارية وتلاميذ، مساء يوم الاثنين 28 مارس 2011، أن يحددوا سر تدهور الوضعية الصحية لإحدى التلميذات التي سقطت أرضا مغمى عليها، الأمر الذي حتم نقلها إلى مستعجلات مستشفى بوافي من أجل تلقي العلاجات الضرورية. التلميذة «ح» المزدادة سنة 1997، والتي تتابع دراستها بمستوى السنة أولى إعدادي وهي من سكان درب العفو، صرحت بعد أن استفاقت من حالة الغيبوبة بعد الكشف عليها وبعدما تبين للطبيب المعالج أنها كانت تحت تأثير مادة مخدرة، أنها وقعت ضحية ثقتها المفرطة في صديقات لها التقت بهن بحي درب الكبير أثناء توجهها صوب المؤسسة التعليمية للدراسة، وفي الوقت الذي تجاذبت أطراف الحديث معهن بشكل عفوي، قامت إحداهن بتقديم قطعة لها من أجل تناولها خالتها شكولاطة، وهي التي أدت بها فيما بعد إلى دخولها في حالة من اللاوعي تسببت في إغمائها، وهو ما أكده الطبيب الذي أفاد بأن المعنية بالأمر أثر عليها مخدر المعجون الذي تناولته والذي أدخلها في حالة من فقدان الوعي الكامل. اللافت للانتباه أن التلميذة التي تناولت المخدر لم تتمكن من تحديد أسماء وهويات الفتيات التي التقت بهن وتحديدا تلك التي ناولتها قطعة المخدر، نافية أن تكون تعرف أين يقطن أو أي معلومة بشأنهن، وهو ما يثير أكثر من علامة استفهام حول هذا الأمر! وكيفما كانت الأسئلة والأجوبة التي يمكن أن تستشف من هذه القضية، فإن ذلك لن يغير من أمر واقع عنوانه العريض استهداف تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية من طرف مروجي المخدرات بكافة أنواعها، والتي تهدف إلى تخريب الجيل الجديد والناشئة في عمق المؤسسات التربوية، وهي المخدرات التي باتت توزع على الشباب وعلى اليافعين، الأمر الذي يوضح إلى أي مدى يحوم الخطر بجيل الغد، الذي يتعين على كافة الجهات المعنية التدخل من أجل حمايته انطلاقا من اعتماد المقاربة الأمنية الناجعة، مرورا بالمقاربة التربوية والأخلاقية والصحية والنفسية التي تحمل المسؤولية للأطر التربوية والمؤسسات الصحية، وجمعيات المجتمع المدني، التي عليها أن تتعبأ لتحول فضاء المؤسسة التعليمية إلى ورش مفتوح الهدف منه تحصين فلذات أكباد الأمهات والآباء الذين قد يصاب عدد منهم بالإحباط أو بتداعيات أكبر إن هو استفاق على وضع غير منتظر لابنته او ابنه، مما يستوجب مراقبة وتتبعا للوالدين في المقام الأول.