نفذ حوالي 300 تلميذ يتابعون دراستهم بإعدادية الحسن الثاني بجماعة «المكانسة» بدائرة قرية «با امحمد» بضواحي تاونات، صباح يوم الثلاثاء الماضي، «هجوما جماعيا» على المستوصف الصحي بهذه القرية، بحثا عن ممرض رئيسي يعمل به أشبعوه ضربا وركلا، قبل أن يقدموا على حرق سيارته، ويمنعوا نقله عبر سيارة إسعاف إلى المستشفى لتلقي العلاجات. وأدى هذا الوضع إلى تدخل رجال الدرك وأعوان السلطة ورجال القوات المساعدة، وتمت الاستعانة بسيارة إسعاف أخرى بعدما تعرضت السيارة الأولى لأضرار في عجلاتها المطاطية، ونقل الممرض الرئيسي إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني، وتلقى حوالي 5 «غرزات» في الرأس. وفي الوقت الذي راجت أخبار عن وفاته، وصفت مصادر طبية حالته الصحية ب«العادية». وقالت المصادر إن الهجوم الجماعي على الممرض الرئيسي «محمد.ط»، البالغ من العمر حوالي 47 سنة، جاء على خلفية انتحار تلميذة كانت، قيد حياتها، تتابع دراستها في السنة السابعة من التعليم الأساسي، نهاية الأسبوع الماضي. وتحوم شكوك الأساتذة والتلاميذ بإعدادية الحسن الثاني حول أن التلميذة «مليكة.ش»، البالغة من العمر حوالي 16 سنة، كانت حاملا بطريقة غير شرعية. وربما دفعها انكشاف أمرها إلى وضع حد لحياتها عن طريق شنق نفسها بحبل مشدود إلى شجرة. وكانت هذه التلميذة تقيم في دار الطالبة بهذه القرية. وشك أحد أطر مؤسستها التعليمية في ترددها على مصلحته للحصول على دفترها الصحي، ما استدعى من إدارة المؤسسة «فتح تحقيق» داخلي حول هذا الموضوع. لكن الخبر المتعلق باحتمال كونها حاملا انتشر في القرية بسرعة البرق، ما أدى إلى تدخل عائلتها على خط الملف. وبمجرد حضور الأب والأم إلى مركز القرية، سارعت التلميذة إلى الانتحار. واحتج أساتذة هذه المؤسسة التعليمية مرتين، صباح ومساء يوم الاثنين، مطالبين بفتح تحقيق حول ملابسات الانتحار، وإجراء تشريح طبي للتلميذة قبل القيام بإجراءات الدفن. وفي اليوم الموالي قرر التلاميذ مقاطعة الدراسة، وتوجهوا بشكل جماعي إلى المستوصف ل«للهجوم» على ممرضه الرئيسي.