خرجت ساكنة دوار العبدي بسيدي بنور ، مساء يوم الاربعاء المنصرم، في مسيرة حاشدة جابت أحياء المدينة قبل أن تستقر في وقفة احتجاجية أمام مقر عمالة الاقليم، مطالبة «برفع الحيف والاقصاء، أملا في عيش كريم يحفظ كرامتهم ويصون حقوقهم». المسيرة الاحتجاجية التي كانت محاطة بعناصر الأمن الوطني وأعوان السلطة المحلية شارك فيها الأطفال والنساء و الرجال شبابا و شيوخا، حاملين لافتات كتبت عليها شعارات تجسد مطالبهم في سكن لائق و عيش كريم ، بينما تعالت الأصوات معلنة غضب سكان دوار العبدي مما لحقهم من اقصاء و تهميش و حيف من طرف المجلس الحضري الذي غابت عن دوراته ما تعانيه هذه الشريحة من الساكنة التي اكتوت بضربات البرودة القاسية التي اجتاحت البلاد مؤخرا. حناجر المحتجين لم تهدأ في إلقاء اللوم على رئيس المجلس البلدي و من يدور في فلكه، و على الجهات المسؤولة في تسوية وضعيتهم السكنية في اطار الاستفادة من البرنامج الذي اطلق سنة 2004 «مدن بدون صفيح». ما يناهز 350 أسرة بدوار العبدي وسط مدينة سيدي بنور تعاني قساوة البرودة أثناء فصل الشتاء و لهيب حرارة الصيف تحت أسقف منازل من قصدير تغيب عنها أبسط ظروف العيش الكريم، معاناة ما بعدها معاناة في ظل الحرمان من الماء الصالح للشرب و الكهرباء ، و في ظل مسالك طرقية متربة تتحول الى برك مائية كلما أنعم الله بقطرات من السماء، هكذا عبر للجريدة أحد الغاضبين. مسيرة الغضب لسكان دوار العبدي ناشدت الجهات المسؤولة الالتفات الى معاناتهم والعمل على رفع التهميش و الاقصاء الممارس في حقهم، والاسراع بتسوية وضعيتهم السكنية بما يضمن لهم الحق في العيش الكريم مثلهم مثل باقي المواطنين، وقد أكد المحتجون عزمهم على الدفاع عن تحقيق مطالبهم المشروعة بكل الطرق السلمية.