نظمت ساكنة دوار القرية بسيدي بنور صباح يوم الأحد 10 أبريل الجاري ، مسيرة احتجاجية جابت على اثرها مجموعة من الأحياء تلتها وقفة احتجاجية أمام مقر بلدية سيدي بنور، احتجاجا على التهميش و الاقصاء الذي لحقها في مختلف مناحي الحياة و في أبسط شروط العيش الكريم . المسيرة الاحتجاجية، و التي انطلقت من مركز القرية تحت شعار « ساكنة القرية تطالب بالعيش الكريم « جابت حي المسيرة وصولا الى شارع محمد الخامس، حيث شلت حركة المرور بالطريق المؤدية الى خميس الزمامرة ، أطفال، شيب و شباب من الجنسين ،يرفعون لافتات كتبت عليها مطالبهم العادلة و يرددون شعارات تدين الحكرة و الاقصاء و التهميش و اللامبالاة من طرف الجهات المعنية ، شعارات أظهرت مدى المعاناة التي تقاسيها ساكنة القرية من خلال رداءة السكن و الحرمان من الكهرباء اسوة بباقي ساكنة بلدية سيدي بنور ، كما تعاني من الروائح الكريهة الناجمة عن الأزبال المتراكمة في كل مكان و ما يمثله وادي الصرف الصحي غير المغطى من أخطار محدقة بصحتهم و سلامتهم ، حيث تكثر الحشرات السامة التي تتناقل بينهم بما تحمله من أمراض معدية و ميكروبات . المسيرة الاحتجاجية كانت محاطة بحزام أمني مكثف شاركت فيه عناصر السلطات المحلية و عناصر من القوات المساعدة و أخرى من الأمن الوطني ، في اطار ضمان السير العادي لحركة السير و الجولان و الحرص على سلامة المنشآت و المباني من أي سوء ، لتستمر ساكنة القرية في تحركها الاحتجاجي مرورا بجوار الحديقة العمومية فشارع الجيش الملكي و منه الى مقر بلدية سيدي بنور، حيث توقف المحتجون أمامه مرددين شعارات تطالب بالعيش الكريم المتمثل في تعبيد الطريق و ترصيف الأزقة و مساعدتهم في الحصول على مساكن تليق بالإنسان و ربطها بالوادي الحار و شبكة الكهرباء. كما طالب المحتجون بمستشفى يتوفر على المستلزمات الطبية و الاستشفائية اللازمة خصوصا في ما يتعلق بصحة الأم و الطفل ، و انشاء ملاعب رياضية تستجيب لمتطلبات أطفال و شباب القرية عوض جعلهم عرضة للغرق في السواقي و التسكع في الشوارع و بين المتاجر. كما أكد المحتجون على ضرورة احداث مركز للأمن الوطني قصد حمايتهم و السهر على أمنهم و سلامة أبدانهم من كل مكروه، خصوصا و أن دوار القرية يشهد نسبة مرتفعة من الاعتداءات ، مصرين على استمرارهم في الاحتجاج الى حين تحقيق مطالبهم و رفع الظلم و التهميش عن دوارهم و عن أبنائهم الذين يتطلعون الى تعليم يضمن لهم المساواة و تكافؤ الفرص و يساهم في الحد من الهدر المدرسي و من تفشي الأمية بينهم ، داعين الى انشاء مراكز اجتماعية تساهم في الحد من الوقت الفارغ و تساعد في تكوين النساء و البنات و حتى الرجال في مجالات تمكنهم من كسب قوتهم . العيش الكريم كان و لايزال مطلبا أساسيا لساكنة دوار القرية منذ سنين، حيث خرجت في أكثر من مناسبة للتنديد بأوضاعها الاجتماعية و ما تعانيه في ظل غياب مرافق حيوية و تهميش ممنهج ، و اليوم تعاود مطالبها العادلة و المشروعة حبث صدحت بأعلى أصواتها : « كفى من الحكرة ، كفى من التهميش ، كفى من اللامبالاة ، كفى من صم الآذان ...» ... وقد اختلطت أصوات الأطفال الأبرياء بأصوات الشيوخ ، و الأمهات اللواتي أعياهن حمل الأطفال و جلب الماء في ظل حياة تطغى عليها روائح الأزبال و النفايات و ما يحمله الوادب الحار ، معاناة لا حصر لها في زمن العصرنة و التقدم التكنولوجي ... و طالب المحتجون الجهات المعنية بالتدخل و رد الاعتبار لهم بتوفير أبسط متطلبات العيش الكريم و انقاذهم من الضياع و الأمراض المتربصة بهم من كل جانب ، و بعد أزيد من ساعتين و وسط حراسة أمنية مكثفة، أنهت ساكنة القرية احتجاجها ولسان حالها يقول « سوى اليوم سوى غدا المطالب و لابد « ؟