لكَ أن تضربَ العدالةَ وتجعلها ذاتَ جروح أليست هي فكرة نقبلها يوماً ونرفضها حيناً؟ للميزان معارضون سعداء، أجل، هم ميلٌ، ولكن ينبغي تكثيره. حان الوقتُ لأغيّر رأسي، أرتدي مشاكله متفهماً تعنته ورقابته وحلاله وانذاراته دونما مشقّة متبنياً رأساً ينوب عن رأسي. هو سمٌّ لي، انتقاصٌ ووساوس. رأسٌ وبه حلالٌ شديد، ينوبُ عن الملحِ وشبابُ له. هيأتُه مدروسةٌ، قيافتُه كاملةٌ تستقطبُ الندمَ. هو تنبيهٌ دائمٌ على وقوع إنسانٍ في رعاية آخر، على تسريع الظمأ في الرغبات وتوطين المصابيح المكسورة في الحديقة. هو في حرجٍ وتذبذب. الحاسمُ، ولي منه الترددُ، يحدثني كثيراً عن الدواء وخساراتِه فاتركه ليسير بي دفأً بارداً. هناكَ نتائج حزينة في العدالة، وثمة سلاطين وباعة/ لحوم ومنافعها، ونقودٌ للبيع. وثمة مستقبلٌ كافر فيها. سأكف عن مخاطبة رأسي كإنسان، مُلِحقاً إياه بالأزياء وعارضاتها، بالفرص وبالفوائد منها، بالحق باعتباره طريقاً مُظلماً، بالتقسيم كأنه الحل، بالشعوب كأنها غنيمة، وبالنار كأنها فائدة للأعيان والشرطة والقادة والأبواق، تلكَ النار زبونة دائمة لأولئك. ينذرني رأسي على أنني كثير في الحسرة، غامضٌ في دفاعي عني وضعيفٌ به، أمشي كجيبٍ للخسارة وإلى النصر معزّزاً بالرقابة. سيكون مريحاً لنا أن تتصرف يا هذا كعارضة أزياء: تستثمر الخبز في العري، تتساوى مع الرقيب. ليتكَ ذو إصلاحات ظالمة . ليتكَ صاحبُ حيطانٍ وحبيبٌ خليلتُه التزوير، ثم تنسى ذلكَ كلَّه. تذكرني الشمسُ بتراثي المنكوب، أودُ لو كنتُ مساهماً بسقوطها أو جعلها مظلمة، تلكَ التي لم أرَ سعادة في شروقها، ثمة كذبة على أنها تماثلُ العدالة وتوازي الوضوح. أود لو تصير الشمس عصيراً صيفياً كالأفكار. رأسي ذو اتجاهين : واحدٌ لي وآخر لغيري ( تخلَ عن الآخر كتضحية، مستعملاً إياه في الغدرَ والتنصلَ والسرقة ومواهب البطش كلها) لا تكنْ بلاداً لموطنٍ ليسَ لكَ فيه نصيبٌ ومنافعُ. أنتَ جدوى للأسف لا غير ؛ لأنكَ حمايةٌ كاملة للأرض ومن عليها، هكذا، تُسيء حتماً للدروع أولاً، وللأرض ثانيةً لأنها تحتاج أحياناً النبش في سلامتها كي تتجدّد، ولكَ ثالثاً كراعٍ مكتملة حمايته. أهٍ لكَ ، كم تحبُ الأثقالَ، تحمي ثم تنتصبُ سياجاً، كأن الإخلاص لديكَ هو العبادة الأولى والعادة الأولى، تتمنى قصائد خيّرة، وكل ذلكَ ينقصُ منك فكل شيء ينضوي في عقائدَ وفي أوهام. (شاعر من العراق) 2017/01/01