نظمت "جمعية أحفاد الغيوان للفن"، في إطار أنشطتها الثقافية والفنية المبرمجة خلال الفترة الممتدة بين 27 إلى 29 دجنبر الماضي وبشراكة مع مقاطعة الحي المحمدي و مقاطعة عين الشق والمديرية الجهوية للثقافة الدارالبيضاءسطات، المهرجان الوطني الشبابي الأول للثقافة التراثية تحت شعار: "الأغنية الملتزمة الهادفة"تربية..مواطنة" بمشاركة مجموعة من الفرق الغيوانية التي تمثل التراث الغيواني من كل أنحاء المملكة المغربية. وشهدت فعاليات المهرجان تقديم برنامج غني ومتنوع، أثث بالعديد من الفقرات التي جمعت بين الفن والثقافة.. فعلى مدى ثلاثة أيام عاشت ساكنة الحي المحمدي على إيقاع سهرات فنية موسيقية جمعت ألوان موسيقية غيوانية أحيتها كل من فرقة : سوسدي لمشاهب، مجموعة لرفاك ، أحفاد الغيوان ، عاصفة لمشاهب، المعلم أناس الخصاصي "كناوة"، جيل مسناوة، ستريت باند، "الرابو"شارك مان، أوركيسترا ياسر لهلالي، أشبال الغيوان من سلا، مجموعة الصرخة من المحمدية ، مجموعة أسيف من أسفي، مجموعة شباب الغيوان من طنجة . أما الشق الثقافي للمهرجان، الذي سعى إلى جمع أجيال الماضي بالمخضرمين والشباب .. عرف انعقاد ندوة في موضوع "المجموعات الغنائية ووحدة التعدد " شارك فيها: الصحفي والكاتب العربي رياض، الأستاذ الباحث حسن حبيبي، وعرفت مداخلات كل من عضو مجموعة جيل جيلالة الفنان عبد الكريم القصبيجي و عبد الحفيظ البنوي مدير مهرجان الأغنية الغيوانية بمراكش وعضة مجموعة السهام الفنان عبد المجيد مشفق وأيضا الفنان حنين عضو مجموعة السهام أيضا، والأستاذ الصفاح عن مجموعة "لرفاك" والفنان المسرحي حسن فولان ، انكبت كلمتهم كلها على ضرورة التخلص من تسمية المجموعات حسب الإرث بالنسبة للمجموعات الشبابية الحالية والانطلاق نحو المستقبل من روح الأغنية الغيوانية، التي ترتكز على الكلمة الراقية والألحان المنفتحة على الإنسانية من عمق التراث المغربي. باعتبار أن النمط الغنائي الغيواني الذي عرف ميلاده بالمغرب في سبعينيات القرن الماضي كلون موسيقي، استطاع في فترة وجيزة أن يصبح جزءا لا يتجزأ من الموروث الثقافي والفني المغربي، بالإضافة للعبه أدوارا طلائعية لمدة تفوق نصف قرن في تطوير وسائل التعبير عن قضايا الوطن بشتى مجالاتها اجتماعية، سياسية، عربية.. وبصماته في تربية وتكوين أجيال . هذا الحفل الذي انصب كله في الاستمتاع بالنغمات الغيوانية تشجيعا للتراث وللثقافة الغيوانية المغربية والتي تعتبر لبنة أساسية، على اعتبار أن برنامج المهرجان شاركت ضمن فقراته مجموعات من ألوان غيوانية أدتها فرق تهتم بهذه الظاهرة. وحسب التصريح الذي أدلى به محسن أبوزين، رئيس جمعية أحفاد الغيوان للفن، ومدير المهرجان الذي قال فيه : إن الهدف من تنظيم هذا المهرجان هو فرصة ثمينة لتشجيع النمط مالوسيقى الغيواني، وترسيخ هذه الظاهرة لدى الأجيال الصاعدة من الجنسين ، ولدى مختلف الأعمار، وكذا صيانة التراث الغيواني من خلال الإبداعات التراثية التي تحمل رسائل تحث على ضرورة الحفاظ عليها وعلى هذا الموروث الذي أصبح يشكل أحد مكونات تراثنا الفني والثقافي الأصيل المغربي". كما أكد محسن أبو زين أن الثقافة الغيوانية موروث ثقافي وفني مغربي يجب الحفاظ عليه في كل تجلياته المختلفة وذلك لإبراز المؤهلات والخصوصيات التاريخية والحضارية والتعريف بها.. و يقول أبو زين "إننا في جمعية أحفاد الغيوان للفن رسمنا تنظيم هذا المهرجان كثقافة لها خصوصياتها بكل مجهوداتنا، وذلك لإحداث نمط غيواني موحد وحفظه وصيانته من الاندثار ، وتطمح هذه التظاهرة الثقافية إلى خلق جسر ما بين الحاضر والمستقبل من خلال الثقافة، وبالتالي مساعدة الأجيال الشابة للبحث في جذورها كي تتمكن من التحليق عاليا". هذا، و تخلل أيام المهرجان معرض توثيقي للفنان بوشعيب الغيواني يضم آلات موسيقية لكل من الغيوان و جيلالة و لمشاهب وغيرهم من الفرق بالإضافة إلى ما تم توثيقه و تداوله بخصوص هذه المجموعات في الصحافة الوطنية.