تعيش مدينة مراكش، في الفترة الممتدة مابين 15 و18 يوليوز الجاري، على إيقاع أربعة أيام من الموسيقى الغيوانية، في إطار الدورة الرابعة من المهرجان الغيواني، المنظم بمبادرة من مجموعة ألوان، وجمعية مؤسسة المهرجان الغيواني. وسيكون الجمهور المراكشي، وعشاق هذا اللون الغنائي، على مدى اربعة أيام، بمسرح دار الثقافة، على موعد مع سهرات فنية من الموسيقى الغيوانية، تحييها كل من فرقة لمشاهب، ومسناوة، وتكدة، ولرصاد النسيم، ومجموعة الغيوان رقراق. ويختتم المهرجان الغيواني في نسخته الرابعة، بسهرة فنية مع مجموعة تكادة وفرقة أحواز مراكش، تتخللها فقرة لتكريم الفنان محمد البختي خريج المعهد البلدي بالدرالبيضاء (قسم المسرح)، والمشارك في تأسيس ناس الغيوان ومجموعة تكدة ليصير المؤسس لمجموعة لمشاهب ويصبح رئيسها الإداري إلى حين تدهور حالته الصحية. وتهدف هذه التظاهرة، التي أصبحت موعدا فنيا سنويا، وأحد مهرجانات مدينة مراكش الكبيرة، إلى المحافظة على هذا النمط الغنائي المغربي، الذي ساهم بشكل كبير في إغناء التراث الثقافي والفني للمملكة. وأكد عبد الحفيظ البنوي، رئيس مجموعة ألوان، وجمعية مؤسسة المهرجان الغيواني، أن الهدف الرئيسي من تنظيم المهرجان، هو إحياء النمط الغيواني، الذي أثبت تجذره في الموروث الفني والثقافي المغربي كأحد مكونات الفن الشعبي، الذي لعب دورا بارزا في تطويره وفي التعبير عن مختلف الظواهر الاجتماعية والقضايا العربية والسياسية، إذ عملت المجموعات الغنائية المتعاطية لهذا اللون الغنائي على مزج بعض خصوصيات الفنون الشعبية التي يزخر بها التراث المغربي وتقديمها في قالب فني. وقال عبد الحفيظ البناوي، في تصريح ل"المغربية"، إن الظاهرة الغيوانية مازال لها عشاقها الذواقون للكلمة الهادفة واللحن الجميل والأصيل، و"ما نراه الآن من إقبال عليها من خلال شبكة الإنترنيت هو خير دليل"، مؤكدا أنها عرفت تراجعا بسبب اختيار المسؤولين دعم موجة "الأغنية الشبابية" القادمة من الدول الغربية، موضحا "لست ضد هذا النوع من الفن، ولكن نحن مع أنماط موسيقية تحمل الهوية المغربية". وأضاف البناوي، أن هذا النمط الغنائي استمد قوته من عمق البادية المغربية وحضارة المدن العتيقة، مشيرا إلى ما أثمرته جهود الرواد الأوائل، من بروز مجموعات أثرت المخزون الفني الثقافي المغربي، متمنيا أن يكون المهرجان، قاطرة لضمان ديمومة هذا الفن. وأشار البناوي، إلى أن تنظيم هذه التظاهرة في مراكش، راجع بالأساس الى كون هذه المدينة تعتبر المهد الحقيقي لهذا النمط الغيواني، مؤكدا أن هذا المهرجان يعد فرصة لرد الاعتبار لهذا النمط الغنائي ومناسبة للبحث عن أنجع الطرق للمحافظة عنه كتراث مغربي أصيل. وسبق للمهرجان الغيواني، أن كرم في دوراته السابقة الراحلين حسن مفتاح عازف مجموعة جيل جيلالة والزجال محمد شهرمان في حياتهما وعميد مجموعة ناس الغيوان الفنان عمر السيد، اعترافا بغزارة إبداعاتهم والتفاتة متواضعة إليهم، واعترافا بما أسدوه للأغنية المغربية من إبداعات كبيرة مازالت راسخة في ذاكرة المغاربة.