أسدل الستار، مساء أول أمس السبت، بمسرح دار الثقافة بحي الداوديات بمراكش، على فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان الغيواني، الذي نظم على مدى خمسة أيام بمبادرة من "مجموعة ألوان"، بتعاون مع النقابة المغربية للمهن الموسيقية. وتميز حفل الاختتام بتكريم المحتفى به خلال هذه الدورة، عمر السيد، عميد مجموعة ناس الغيوان، الذي يعمل منذ سنوات من أجل الحفاظ على بقاء المجموعة واستمرارها، كرمز وطني وتراث شعبي، أصبح معروفا عالميا. وقرر منظمو الدورة الثالثة من المهرجان الغيواني أن ينفتحوا على الفعاليات الغيوانية بالمدينة الحمراء وغيرها، وعددها ثماني مجموعات غنائية غيوانية، وهي تحتفل هذه السنة بعمر السيد، الذي عاش أول تجربة له في المسرح وفي جمعية رواد الخشبة بالحي المحمدي بالدارالبيضاء إلى جانب الراحلين العربي باطما وبوجميع. واستمتع عشاق الموسيقى الغيوانية، وجمهور غفير من محبي هذا اللون الغنائي الأصيل، بأفضل الأغاني التراثية الملتزمة لمجموعة ألوان التي تأسست سنة 1973 تحت اسم "لمشاعل"، في سهرة فنية، قدمت خلالها عددا من أغانيها الخالدة، تفاعل معها الجمهور العريض، الذي حضر السهرة، مع منح تذكارات للفرق الغيوانية، التي شاركت في هذا المهرجان. وعاش الجمهور المراكشي، طيلة خمسة أيام من ليالي رمضان، لحظات مميزة من الأغاني الغيوانية، استعاد فيها ألق المجموعات الغنائية المتعاطية لهذا اللون الغنائي، من خلال أمسيات موسيقية لعدد من المجموعات الغنائية، ويتعلق الأمر بمجموعات السهام، ومسناوة ميلود، وبنات الغيوان، ولرصاد، ونجوم الحمراء، والمجموعة الأمازيغية إكرزامن. وحسب عبد الحفيظ البناوي، رئيس المجموعة الغنائية ألوان ومدير التظاهرة الفنية، فإن النمط الغيوان، لعب دورا بارزا في تطوير هذا الموروث وتحديثه، وفي التعبير عن مختلف الظواهر الاجتماعية والقضايا العربية والسياسية، إذ عملت المجموعات الغنائية المتعاطية لهذا اللون الغيواني على مزج بعض خصوصيات الفنون الشعبية وتقديمها في قالب فني. وأضاف البناوي، في تصريح ل "المغربية"، أن المهرجان يسعى في كل دوراته إلى ديمومة واستمرارية هذا اللون الغنائي والبحث عن آفاق جديدة لاستثمار جماليته، والمحافظة على هذا النمط الغنائي، الذي ساهم بشكل في إغناء التراث الثقافي والفني.