سيكون الجمهور المراكشي، وعشاق هذا اللون الغنائي، خلال أربعة أيام، على موعد مع سهرات فنية من الموسيقى الغيوانية بمسرح دار الثقافة، تحييها فرق لمشاهب، ومسناوة، وجيل جيلالة، وبنات الغيوان، ولرصاد، ومجموعة أمجاد. ويختتم المهرجان الغيواني بسهرة فنية مع مجموعة لمشاهب، وفرقة أحواز مراكش، تتخللها فقرة لتكريم الفنان مولاي الطاهر الأصبهاني، أحد مؤسسي مجموعة جيل جيلالة. وتهدف هذه التظاهرة، التي أصبحت موعدا فنيا سنويا وأحد مهرجانات مراكش، إلى المحافظة على هذا النمط الغنائي المغربي، الذي ساهم بشكل كبير في إغناء التراث الثقافي والفني. وتسعى التظاهرة الفنية، على غرار باقي الدورات السابقة للمهرجان، إلى إحياء ظاهرة الغيوان التي باتت ركنا فنيا باهتا في ظل ما عرفه العصر من متغيرات وأصناف موسيقية دخيلة. وحسب عبد الحفيظ البنوي، رئيس مجموعة ألوان، وجمعية مؤسسة المهرجان الغيواني، فإن تنظيم هذا المهرجان يتوخى رد الاعتبار لهذا النمط الغنائي، والبحث عن أنجع الطرق للمحافظة عليه كتراث مغربي أصيل، من خلال احتضان كافة الأفكار والاقتراحات الكفيلة بتطوير وتجديد الفرجة، ودوام استمرار هذا النوع الغنائي المتجذر في عمق الثقافة والهوية المغربية، خصوصا مدينة مراكش التي ظلت المهد الحاضن لجميع الفنون بمختلف أشكالها وأصنافها. وأضاف البناوي، في تصريح ل"المغربية"، أن المهرجان يسعى إلى إحياء النمط الغيواني، الذي أثبت تجذره في الموروث الفني والثقافي المغربي كأحد مكونات الفن الشعبي، لأنه لعب دورا بارزا في تطويره وفي التعبير عن مختلف الظواهر الاجتماعية والقضايا العربية والسياسية، إذ عملت المجموعات الغنائية المتعاطية لهذا اللون الغنائي على مزج بعض خصوصيات الفنون الشعبية في التراث المغربي وتقديمها في قالب فني. وأوضح أن الظاهرة الغيوانية ما زال لها عشاقها الذواقون للكلمة الهادفة واللحن الجميل والأصيل، وأنها شهدت تراجعا بسبب اختيار المسؤولين دعم موجة "الأغنية الشبابية" القادمة من الدول الغربية. وأضاف أن هذا النمط الغنائي استمد قوته من عمق البادية المغربية والمدن العتيقة، وما أثمرته جهود الرواد الأوائل، من بروز مجموعات أثرت المخزون الفني الثقافي، متمنيا أن يكون المهرجان قاطرة لضمان ديمومة هذا الفن. واحتفى المهرجان الغيواني في دوراته السابقة بمحمد البختي، مؤسس مجموعة لمشاهب، والراحلين حسن مفتاح، عازف مجموعة جيل جيلالة، والزجال محمد شهرمان، وعمر السيد، عميد مجموعة ناس الغيوان، اعترافا بغزارة إبداعاتهم، وما أسدوه للأغنية الغيوانية من إبداعات كبيرة.