أسدل الستار، مساء يوم الجمعة الماضي، بمسرح دار الثقافة بحي الداوديات بمراكش، على فعاليات الدورة الرابعة من المهرجان الغيواني، الذي نظم بمبادرة من جمعية مؤسسة المهرجان الغيواني. وتميز حفل الاختتام بإحياء سهرة فنية مع مجموعة تكادة وفرقة أحواز مراكش، تخللها فقرة لتكريم الفنان محمد البختي خريج المعهد البلدي بالدرالبيضاء وأحد مؤسسي ناس الغيوان ومجموعة تكدة، ليصير المؤسس لمجموعة لمشاهب. وقرر منظمو الدورة الثالثة من المهرجان الغيواني، أن ينفتحوا على الفعاليات الغيوانية بالمدينة الحمراء وغيرها، وعددها ست مجموعات غنائية غيوانية، وهي تحتفل هذه السنة بالفنان محمد البختي، الذي يرجع إليه الفضل رفقة المحامي بولمان والموسيقار الراحل مولاي الشريف الأمراني، في تكوين هذه المجموعة، التي خلدت العديد من الأغاني مازالت تتردد على ألسنة عشاق هذا الفن الأصيل. واستمتع عشاق الموسيقى الغيوانية، وجمهور غفير من محبي هذا اللون الغنائي الأصيل، الذي حج إلى مسرح دار الثقافة، بأفضل الأغاني التراثية لمجموعة تكادة في سهرة فنية، قدمت خلالها عدد من أغانيها الخالدة، تفاعل معها الجمهور العريض، الذي حضر السهرة، مع منح تذكارات للفرق الغيوانية التي شاركت في هذا المهرجان. وعاش الجمهور المراكشي، طيلة خمسة أيام من ليالي شهر رمضان، لحظات مميزة من الأغاني الغيوانية، استعاد فيها تألق المجموعات الغنائية المتعاطية لهذا اللون الغنائي، التي طبعت مسار الفن المغربي، من خلال أمسيات موسيقية أحيتها مجموعات غنائية تعاطت للنمط الغيواني، الذي أثبت تجدره في الموروث الفني والثقافي المغربي، كأحد مكونات الفن الشعبي، ويتعلق الأمر بمجموعات لمشاهب، ومسناوة، وتكادة، ولرصاد النسيم، ومجموعة الغيوان رقراق. وشكلت الأيام التي أقيمت تخليدا لظاهرة الغناء الغيواني، عربون وفاء واعتراف بالإسهام الرائع والقوي للمجموعات الغنائية المغربية، التي انبثقت مع مطلع السبعينيات من القرن الماضي، والتي واكبت تحولات مغرب السبعينيات بكل حمولاته وتطلعاته، وعبرت عن معانقة الشباب للقضايا المصيرية، التي كان الشعب المغربي وقواه الحية يناضلن من أجل نصرتها. وحسب عبد الحفيظ البناوي، رئيس جمعية مؤسسة المهرجان الغيواني، ومدير التظاهرة الفنية، فإن النمط الغيواني، لعب دورا بارزا في تطوير هذا الموروث وتحديثه، وفي التعبير عن مختلف الظواهر الاجتماعية والقضايا العربية والسياسية، إذ عملت المجموعات الغنائية المتعاطية لهذا اللون الغنائي على مزج بعض خصوصيات الفنون الشعبية التي يزخر بها التراث المغربي، وتقديمها في قالب فني. وأضاف البناوي، في لقاء مع "المغربية"، أن هدف المهرجان في كل دوراته، ديمومة واستمرارية هذا اللون الغنائي والبحث عن آفاق جديدة لاستثمار جماليته، والمحافظة على هذا النمط الغنائي المغربي، الذي ساهم بشكل كبير في إغناء التراث الثقافي والفني للمملكة، خصوصا أنه يوفر سياحة فنية بامتياز لكل الأجانب، الذين يتوافدون على المغرب، بالرغم مما وصفه ب"التجاهل"، الذي قوبلت به دورة هذه السنة من طرف المسؤولين عن الشأن الثقافي والفني بمدينة مراكش.