انطلقت مساء الأربعاء الماضي بمسرح دار الثقافة بمراكش, فعاليات المهرجان الغيواني الأول, الذي تنظمه مجموعة ( ألوان ) ويختتم اليوم. وتهدف هذه التظاهرة, المنظمة بدعم من ولاية مراكش والمجلس الجماعي للمدينة ومجلس عمالة مراكش في إطار احتفال الشعب المغربي بذكرى عيد العرش المجيد, إلى المحافظة على هذا النمط الغنائي المغربي الذي ساهم بشكل كبير في إغناء التراث الثقافي والفني للمملكة. وتميز حفل الافتتاح, الذي تابع فقراته جمهور من محبي هذا اللون الغنائي الأصيل, بتقديم عدد من الأغاني لمجموعتي « الصرخة « ممثلة مدينة المحمدية, و»الحال» من مدينة الجديدة, حيث استحسن الحاضرون الأغاني التي أدتها هاتين الفرقتين. وقد أطلق على هذه الدورة «دورة الفنان حسن مفتاح», وذلك تكريما لهذا الفنان الذي تألق مع عدد من الفرق الغنائية كمجموعة لمشاهب ومجموعة جيل جيلالة, وذلك اعترافا لما أسداه للأغنية المغربية من خدمات. وأكد رئيس مجموعة « ألوان» عبد الحفيظ البناوي, أن هذا المهرجان يعد فرصة لرد الاعتبار لهذا النمط الغنائي ومناسبة للبحث عن أنجع الطرق للمحافظة عليه كتراث مغربي أصيل. وقال إن تنظيم هذه التظاهرة بالمدينة الحمراء راجع بالأساس الى كون هذه المدينة تعتبر المهد الحقيقي لهذا النمط الغيواني, مشيرا في هذا الصدد, الى أن فقرات هذا المهرجان تتضمن أمسية مخصصة لمجموعة « نواس الحمراء» (استمرت من 1973 الى 1977), والتي تعتبر أول مجموعة على مستوى مراكش ورابع مجموعة على الصعيد الوطني بعد مجموعات ناس الغيوان وجيل جيلالة وتكادة. وأبرز أن منظمي هذه التظاهرة الفنية يطمحون الى تكريم كل سنة أحد رواد هذا اللون الغنائي الشعبي بدء من الفنان المقتدر حسن مفتاح (أحد أعضاء فرقة جيل جيلالة) وعبد العزيز الطاهري (خلال الدورة المقبلة) ثم محمد الدرهم وعمر السيد وغيرهم في السنوات المقبلة. وقد أثبت النمط الغيواني تجذره في الموروث الفني الثقافي المغربي كأحد مكونات الفن الشعبي, حيث لعب دورا بارزا في تطوير هذا الموروث وتحديثه وفي التعبير عن مختلف الظواهر الاجتماعية والقضايا العربية السياسية. وعملت المجموعات الغنائية المتعاطية لهذا اللون الغنائي, على مزج بعض خصوصيات الفنون الشعبية التي يزخر بها التراث المغربي, وتقديمها في قالب فني. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الفنية, تنظيم لقاء شعري وقراءات زجلية بالإضافة الى أمسيات موسيقية تحييها عدد من الفرق الغيوانية منها مجموعات الشهاب, والصرخة, والحال, وألوان, بالاضافة الى فرقة «جيل الغيوان» المتكونة من المغاربة المقيمين بفرنسا.