أكد مجموعة من المختصين والباحثين في المجال الثقافي والفني، أمس الخميس بمراكش، أن المهرجان الغيواني الأول، الذي تحتضنه المدينة الحمراء مابين 20 و22 يوليوز الجاري، يعد خطوة هامة نحو المحافظة على هذا النمط الموسيقي الأصيل. وأبرزوا في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للانباء، أن هذه التظاهرة كفيلة بإعادة اللحظات المشرقة لهذا الفن وإمتاع الجمهور المتعطش لهذا اللون الغنائي الجميل، إلى جانب جعله يحظى بالاهتمام بشكل أفضل من لدن الشباب الذين يميلون حاليا إلى أنماط موسيقية أخرى. وألحوا، من جهة أخرى، على أهمية العمل على استمرارية هذه التظاهرة، وجعلها موعدا سنويا وأرضية لتقاسم وتبادل الأفكار حول الوسائل الكفيلة بالمحافظة وتثمين هذا اللون من الموسيقى المغربية. وأوضحوا أن النمط الموسيقي الغيواني أضحى جزء من التراث الفني والثقافي المغربي، لكونه يعتبر أحد المكونات الأساسية للفن الشعبي، المستمد من التقاليد والحياة المعيشة للمغاربة، فضلا عن القيم الحضارية. وأشاروا إلى الدور الذي اضطلع به التراث الغيواني في التقاليد والتعبير عن مختلف الظواهر الاجتماعية، علاوة على القضايا السياسية المتعلقة بالأمة العربية على العموم، منوهين بالخطوة التي أقدم عليها منظمو هذا الحدث الفني الذي يروم تكريم أحد رموز هذا النمط الغنائي كل سنة، مبرزين أن تنظيم هذا المهرجان بمراكش يرجع بالأساس إلى كون هذه المدينة تعتبر المهد الحقيقي لهذا الفن. وتندرج هذه التظاهرة، المنظمة بمبادرة من مجموعة "ألوان" وبدعم، على الخصوص، من ولاية مراكش والمجلس الجماعي للمدينة ومجلس عمالة مراكش، في إطار احتفال الشعب المغربي بذكرى عيد العرش المجيد. وتحمل الدورة الأولى لهذا المهرجان إسم حسن مفتاح، وذلك تكريما لهذا الفنان الذي تألق مع عدد من الفرق الغنائية كمجموعة لمشاهب وجيل جيلالة، وذلك عرفانا بما أسداه للأغنية المغربية من خدمات. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الفنية تنظيم لقاء شعري وقراءات زجلية بالإضافة إلى أمسيات موسيقية تحييها عدد من الفرق الغيوانية، منها مجموعات الشهاب والصرخة والحال وألوان، إلى جانب فرقة "جيل الغيوان" المتكونة من المغاربة المقيمين بفرنسا.