تحتضن مراكش و فضاء مسرح دار الثقافة بالداوديات ، على مدى ثلاثة أيام من 20 إلى 22 يوليوز الجاري ، المهرجان الغيواني الأول الذي تنظمه مجموعة ألوان الغنائية بدعم من جهات بالمدينة وقال عبد الحفيظ البناوي رئيس مجموعة ألوان في ندوة صحفية بالمناسبة بأن فكرة تنظيم هذا الملتقى راودت المجموعة منذ السبعينات لكنها أجهضت لأسباب مادية صرفة بعد تخلي الجهات الداعمة في آخر لحظة كانت آخرها خلال سنة 2005 عندما تخلى المجلس الجماعي عن ذلك مشيرا إلى أن المجموعة تجندت اليوم لإخراجها وتحقيقها على أرض الواقع لترى النور بفضل الدعم والمساندة المادية واللوجستيكية للجهات المسؤولة بالمدينة . وأوضح بأن المهرجان هو محاولة لرد الاعتبار للفرق المصنفة في إطار الظاهرة الغيوانية باعتبارها نمطا له أصالته وجرأته على مستوى المضمون في زمن كان فيه ذلك صعبا للغاية حيث قامت هده الفرق ،التي استلهمت مخزون الفن الشعبي بالمغرب ، بأحد الأدوار الأساسية الشكلية والاجتماعية وعكست في إنتاجاتها مختلف الظواهر الاجتماعية والقضايا العربية . وقال بأن مجموعة ألوان حرصت وارتأت أن تحمل أول دورة للمهرجان اسم حسن مفتاح عازف الآلة الوترية وأحد الفنانين البارزين في مجموعة جيل جيلالة اعترافا بعطاءاته وإبداعاته ومسيرته الفنية المتميزة أيضا حتى مع مجموعة لمشاهب ،وفي محاولة لرد الاعتبار له بعد أن طاله النسيان والتنكر له بعد إصابته بمرض الزهايمر منذ سنة 2004 حيث معاناته وأفراد أسرته بمراكش من ظروف اجتماعية ومادية قاسية جدا تنتظر فعلا التفافة حقيقية وجادة من الجهات المعنية والمسؤولة لرد الاعتبار لهذا الفنان في هذا الظرف بالذات . وحسب المنظمين فإن المهرجان يعرف مشاركة مجموعات الصرخة من المحمدية والحال من الجديدة والشهاب من الدارالبيضاء وجيل الغيوان من فرنسا وألوان من مراكش . كما تتضمن فقرات برنامج هذا الملتقى الفني حضور الفنان الملتزم صالح الطويل ولقاءا شعريا في ذكرى الراحل الشاعر والزجال المراكشي حجاج عبدالعزيز إضافة إلى أمسية نوستالجيا وحنين للإستماع إلى الأغاني القديمة الخاصة بمجموعة نواس الحمراء باعتبارها أول مجموعة صوتية بمراكش كان لها الفضل في تطعيم مجموعة من الفرق بعناصر مرموقة وفي مقدمتها جيل جيلالة ولمشاهب . وسيكون مسك ختام المهرجان فقرة خاصة لتكريم الفنان حسن مفتاح العازف المتميز للآلة الوترية .وتشير ورقة تعريفية بهذا الفنان إلى أنه من مواليد حي روض الزيتون بمراكش سنة 1950 . وتعلم منذ صغره فن النقش على الخشب ليصبح صانعا ماهرا بالمدينة الحمراء . وكانت أولى الخطوات في عالم الموسيقى بالمعهد الموسيقي دار السي سعيد بحي روض الزيتون الجديد بالمدينة العتيقة ليتمكن في مشواره هذا من صقل موهبته الموسيقية ويتخرج كأمهر العازفين على الآلة الوترية بمراكش . وكانت أولى خطوات حسن مفتاح في المجال الموسيقي مع مجموعة أهل الحال ليحول وجهته لممارسة المسرح بالمدينة مع جمعيتي شكسبير وشبيبة الحمراء . وكانت المناداة عليه في بداية المشوار الفني كعازف موسيقي مع المجموعة الغنائية نواس الحمراء ليتم استقطابه من طرف جيل جيلالة وليلتحق بعد حين بمجموعة لمشاهب ثم ليعود من جديد إلى صفوف جيل جيلالة التي بقي معها إلى أن أصيب بالمرض سنة 2004