أكدت الدكتورة نادية بوصفيحة الطبيبة المختصة في طب الإدمان، أن عدد المدمنين على المخدرات في المغرب يصل إلى 800 ألف مدمن، وفقا لأرقام المرصد الوطني للمخدرات والإدمان، مضيفة أن نسبة المدمنين تقدر بخمسة من بين كل 100 شخص، 95 في المئة منهم هم من مستهلكي القنب الهندي أو ما يعرف بالشيرا، في حين أن ما بين 50 و 70 ألف شخص ، من الجنسين، هم من مستهلكي المشروبات الكحولية. الاختصاصية في طب الإدمان بمركز طب الإدمان التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، أبرزت أن دراسة سابقة لوزارة الصحة قد بيّنت أن تلميذا من بين اثنين في سلك الثانوي يدخن السجائر، بينما واحد من بين 10 تلاميذ يدخن لفافات الشيرا، وبأن واحدا من بين ثلاثة من مجموع العيّنات التي استهدفتها الدراسة تعرفوا على المخدرات بمحيط المؤسسات التعليمية. وأكدت المتحدثة في مداخلة لها خلال أشغال يوم تكويني احتضنته رحاب كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء يوم الأحد الفارط، أن الإدمان مرض مزمن يتميز على وجه الخصوص بكثرة الانتكاسات، وبأن التكفل بالمريض ذي التشخيص المزدوج طويل، وأن العلاج يكون على مراحل، وهو يتطلّب النضج النفسي الذي لا يمكن أن يتحقق بالإكراه. وأوضحت المختصة أنه لا يمكن الحديث عن الإدمان وتعريفه إلى حين توفر 3 عناوين على الأقلّ من بين ستة، تتوزع ما بين التحمل والتعود، أعراض الانسحاب أو الإقلاع، واستهلاك المواد لتقليص أعراض الانسحاب، إضافة إلى وجود رغبة قوية أو قهرية لاستعمال المواد، وصعوبة السيطرة على الاستهلاك، فضلا عن التخلص التدريجي من المصادر الأخرى للمتعة والفائدة لصالح تعاطي المخدرات، والزيادة في الوقت للبحث والحصول على المواد الاستهلاكية، وكذا استمرار الاستهلاك على الرغم من وقوع عواقب وخيمة، مبرزة أن تقييم المدمن يعتمد على ما هو جسدي، نفسي وعقلي، واجتماعي، وعلى رأسها تقييم الإدمان، أي تحديد تاريخ وسن البداية، والعوامل الرئيسية التي كانت سببا في الاستعمال الأولي وفي «صيانة» هذا السلوك، كالأصدقاء، البطالة، المشاكل العائلية، وفرة المال، وفرة المواد ... وغيرها، مع تحديد التأثيرات الذاتية للمواد المخدرة، وتأثيرها على الأداء الإدراكي وكذا الإدمان السلوكي، إلى جانب الوعي بالإدمان ومدى الدافع للتغيير، والمحاولات السابقة للإقلاع، أما على المستوى النفسي والعقلي فقد أوضحت الدكتورة أنه يتم تقييم اضطرابات المزاج خاصة، والأمراض العقلية والنفسية المصاحبة للإدمان كالاكتئاب والفصام، واضطرابات القلق من قبيل نوبات الفزع والرهاب الاجتماعي، والاضطرابات الشخصية ... وغيرها، بينما على المستوى الاجتماعي يتم الوقوف على نوعية العلاقات الأسرية والاجتماعية والصلة بالمدرسة، والإدماج المهني وتواجد مأوى قار من عدمه.