اكتفى فريق الفتح الرياضي، وهو يستقبل جاره الجيش الملكي في ديربي العاصمة الرباط، عن مؤجل الدورة الثالثة من البطولة الاحترافية، بالمركب الرياضي الأمير مولاي الحسن، مساء أول أمس الأربعاء بالتعادل بهدف لمثله. وجاء هدف الجيش الملكي بواسطة المهدي النغمي في الدقيقة 67، حيث استغل خطأ فادحا للاعب نايف أكرد الذي كان تسبب في ضربتي جزاء خلال مباراة فريقه ضد حسنية أكادير، في حين أدرك الفتح التعادل في الدقيقة 76 ، عبر كريم بنعريف، لاعب الجيش الملكي سابقا. النتيجة أبقت الفريقين معا في قعر الترتيب، حيث بقي الفتح في المرتبة 13 مع مبارتين مؤجلتين، في حين يحتل الفريق العسكري المرتبة 12. ولم تحمل المباراة من الديربي إلا الاسم، ذلك أن جماهير الجيش الملكي قاطعت المباراة، ولم يحضر منها إلا مجموعة جد قليلة، أما عشاق الفتح الرياضي فقد حضروا بأعدادهم القليلة المألوفة، وبذلك غابت الفرجة عن المدرجات، وهو ما أفقد الديربي توابله، وقد كان ذلك منتظرا نظرا لكون الفريقين معا يعيشان أزمة نتائج، أثرت سلبا على العلاقة بين الجماهير والطاقم التقني. ففريق الجيش الملكي، بقيادة المدرب الجديد عزيز العامري، وخلال أربع مباريات لم يحقق أي انتصار، وهو مايعتبره عشاق الفريق العسكري أمرا ليس له ما يبرره، خاصة وأنهم كانوا ينتظرون تحقيق قطيعة مع النتائج السلبية. أما الفتح الرياضي فمحبوه غاضبون على التواضع الكبير، الذي يعرفه سواء داخل الرباط أو خارجها، خاصة وأن فريقهم هو بطل النسخة السابقة من البطولة الاحترافية. وخلال الندوة الصحافية، التي أعقبت المباراة، لم يجد وليد الركراكي، مدرب الفتح الرياضي، بدا من الاعتراف بأخطائه، حيث قال: « الآن تعلمت، ولهذا سأبتعد عن «قصوحية الراس». لقد كنت أعمل على نهج طريقة لعب جديدة، حيث من خلالها كنت أعمد على تغيير مواقع اللاعبين، وتوظيفهم في أماكن لعب غير مألوفة بالنسبة إليهم ، لكن الواقع أكد بأن اللاعبين لم يستطيعوا الانخراط معي في ذلك، ولهذا سأعود إلى طريقة اشتغالي القديمة، والتي يسهل على اللاعبين تطبيقها.» وبخصوص المباراة، ونتيجة التعادل التي انتهت بها فقد اعتبرها الركراكي عادلة، بحكم الوضع الذي يوجد عليه الفريقان، مشددا على أن ضغط النتائج السلبية على الفريقين وطابع الديربي، جعلا المباراة تعتمد على الحضور الذهني اليقظ للاعبين، غير أن ذلك ذلك لم يكن حاضرا، لأن «كل فريق سجل بسبب أخطاء الآخر، لكن هذا لا يمنعني من القول، وبعيدا عن النتيجة، بأنني مرتاح لأداء اللاعبين، خاصة وأن فريق الفتح لازال يعاني من غيابات وازنة. وبعودة المصابيين سيكون الأداء أحسن، ولي أمل كبير في تحقيق نتيجة جيدة خلال المبارتين المؤجلتين، حتى نبتعد عن المرتبة التي نوجد فيها الآن.» أما عزيز العامري، مدرب الجيش الملكي، فلم يتردد في التأكيد، خلال ذات الندوة الصحافية، على أن هناك الكثير من الأشياء تغيرت منذ قدومه إلى الفريق، مشددا على أنه استنتج من خلال الأداء الذي قدمه اللاعبون «أن هناك تحسنا أرتاح إليه، خاصة وأن المباراة كانت صعبة وتميزت بالندية، وهذا شيء طبيعي نظرا لكونها مباراة ديربي. ويمكن القول بأنه حضر الأداء وغاب الانتصار، وهنا لابد من التنويه بحضور الجنرال بنسليمان إلى مركز الجيش الملكي وتشجيعه للاعبين قبل المباراة، وقد كان لذلك تأثيره على نفسياتهم وترجم خلال المباراة بلعب فيه الكثير من النضج ،والكثير من الفعالية. » وأضاف العامري أن غياب الانتصار عن المباريات التي قاد فيها الجيش الملكي حتى الآن، «مرده إلى غياب الثقة، وهذا راجع إلى وقع النتائج السلبية على اللاعبين، والحل هو تحقيق نتيجة يكون فيه الانتصار.» وبخصوص المستقبل أوضح العامري، بأنه سيكون هناك فريق للمستقبل، يرضي جماهيره الكثيرة والمتواجدة في كل ربوع الوطن، وأنه لهذا الغرض سيعتمد على انتدابات خلال «الميركاتو» الشتوى، لأنه يبحث عن توفير لاعبين في كل موقع.