على أرضية ملعب الفتح الرياضي، تعادل فريق الجيش الملكي أمام فريق المغرب التطواني بهدف لمثله. هدف فريق الحمامة البيضاء كان في الدقيقة 12، بعد أن استغل أبرهون شرودا ذهنيا قاتلا لدفاع الجيش الملكي. وكان لابد من انتظار الدقيقة 27 ليحرز فريق الجيش الملكي التعادل بواسطة المدافع عزيم، الذي استغل فيه خطأ ارتكبه دفاع المغرب التطواني. الفريقان لم يقتسما النقط فقط، بل اقتسما كذلك الفرص الضائعة. لكن الجماهير التي تابعت المباراة لم تضيع وقتها، لأنها استمتعت بمباراة كانت فيها رغبة التسجيل ملحة من طرف الفريقين معا. فرشيد الطاوسي كان يريد إهداء أول انتصار للإلترات العسكرية التي حضرت بأعداد كبيرة، ضاقت بها مدرجات ملعب الفتح الرياضي، وكانت قوية بمساندتها لفريقها، كما عبرت عن وفائها بالعهد الذي قطعته على نفسها، وذلك بطي الخلافات مع رشيد الطاوسي. هذه الخلافات التي كانت كل مكونات فريق الجيش الملكي تسعى إلى طيها، حتى لا تؤثر على نتائج الفريق العسكري، الذي يريد العودة إلى زمن الزعامة التي افتقدها منذ سنين. الزعامة بالنسبة للمدرب رشيد الطاوسي كانت أول حروفها هي الانتصار على الزعيم الجديد، المغرب التطواني، ولهذا خاض لاعبو الفريق العسكري المباراة باندفاع قوي نحو مرمى اليوسفي، لأنه رشيد الطاوسي كان يريد شكر الجماهير العسكرية بهدف مبكر. ولتحقيق ذلك، اعتمد كثيرا على السرعة في الهجومات، مركزا على الأجنحة والأطراف لإنزال أكبر عدد من الكرات في مربع العمليات، وكان أيوب الخالقي أحسن منفذ لهذا النهج التاكتيكي، لكن حيوية الخالقي لم تجد مهاجما صريحا قادرا على ترجمتها إلى أهداف، خاصة وأن بلال بيات كان يعاني من ضعف قي اللياقة البدنية، وكان عبد السلام بنجلون تائها بين لعب دور المايسترو ودور المهاجم. وبفعل المجهود البدني الذي بذله تحت شمس حارقة، افتقد للطراوة وبالتالي الفعالية، فكان لابد أن يتقمص اللاعب عزيم دور المهاجم ليخلص رشيد الطاوسي من الحرج أمام الإلترات العسكرية، التي وعدها بأحسن النتائج. وبعيدا عن النتيجة، فإن رشيد الطاوسي أقنع الإلترات بأداء لاعبيه، وبقوتهم الذهنية التي مكنتهم من العودة في المباراة أمام فريق قوي، يسعى مدربه عزيز العامري إلى إحباط محاولات المتربصين به، والذين كانوا ينتظرون نتيجة سلبية أمام فريق الجيش الملكي لينفذوا مخططاتهم. وبعكس رشيد الطاوسي ، كان عزيز العامري محروما من قوته الضاربة والمتمثلة في جمهور»سيامبري بالوما»، هذا الجمهور الذي لم يحضر منه إلا حوالي 150 متفرجا، والذي عودنا على الحضور بأعداد كبيرة، وبإبداع في التشجيع. عزاء العامري كان في أن ينفذ اللاعبون نهجه، والعودة بانتصار من العاصمة الرباط. فاعتمد كثيرا على وسط الميدان والتمريرات القصيرة والبينيات، مع تغيير السرعة بالقرب من مربع عمليات الحارس الزنيتي، كما كان يستغل كثيرا النقص العددي في الدفاع العسكري، بتواجد الخالقي كمساند للهجوم، وضعف اللاعب عزيم كمدافع. هذا النهج خلق الكثير من المتاعب للدفاع العسكري. وجاءت الدقيقة 12 لتؤكد نجاعة النهج التاكتيكي للمدرب العامري، حين انتهى هجوما سريعا بتحويل الكرة إلى الزاوية ليترجمها أبرهون إلى هدف. وكانت المباراة ستعرف الكثير من الأهداف، لكن براعة كل من الزنيتي واليوسفي ويقظتهما حالت دون ذلك. تصريحان: رشيد الطاوسي مدرب فريق الجيش الملكي. «قبل الحديث عن المباراة، أنا سعيد بخلق صفحة جديدة للتواصل، كما أجد نفسي سعيدا بطي الخلافات مع جماهير الفريق، وأشكرهم على مساندتهم القوية والتي كان لها دورها في الرفع من معنويات اللاعبين. وبخصوص المباراة، يمكن القول بأننا بصمنا على بداية قوية وخضنا مباراة جيدة ضد فريق قوي. ونتيجة التعادل لا تعكس الأداء الجيد الذي بذله اللاعبون، بالرغم من الحرارة والعشب، الذي لم يساعد على تقديم عروض أحسن.» عزيز العامري مدرب فريق المغرب التطواني. «المباراة كانت قوية، طبعتها الندية والرغبة في تسجيل هدف مبكر. وتبقى نتيجة التعادل منطقية، خاصة وأن الفريقين أضاعا الكثير من الفرص. نتيجة مباراتنا الأولى ومباراتنا ضد الجيش الملكي لن تقلل من طموحنا في الحفاظ على لقب الزعامة.»