بانتصار الجيش الملكي على حسنية أكادير بهدف واحد مقابل لاشيء، برسم الدورة 11 من البطولة الاحترافية، يكون الفريق العسكري، بقيادة حسينة، قد قطع مع النتائج السلبية، التي أثارت حفيظة الجماهير العسكرية وعجلت برحيل المدرب الطاوسي، وقد لاحظ الجميع كيف أن «إلترات» الفريق العسكري افتتحت المباراة بشعارات ضد كل من رشيد الطاوسي والفاتحي ونادت باسم العلاوي، وهذا يؤكد بأن الإلترات المنظمة والبعيدة عن «التحياح» رقم صعب داخل الأندية. مقابل ذلك، فإن الهزيمة الثانية لفريق الحسنية جعلته يخسر بعض المراتب في مقدمة الترتيب، وهو شيء يقلق مصطفى مديح، الذي لايريد أبدا أن تتكرس النتائج السلبية. انتصار الفريق العسكري تم في الدقيقة 64، بعد هجوم منسق انتهى بتسديدة قوية ليونس حمال، الذي خدع حارس الحسنية، ولترتطم الكرة بالقائم وتستقر في الشباك، ولتخرج فريق الحسنية من لعب الباحث عن نتيجة التعادل إلى المبادر إلى الهجوم، ولعب الكل من أجل الكل، وليخلق الكثير من المتاعب لفريق الجيش الملكي، بل كادت الثانية الأخيرة من الوقت بدل الضائع أن تحبط الجيش الملكي، بعد ضربة رأسية من مهاجم من الحسنية، إلا أن العارضة أنقذت مرمى الحارس عبد الرحمان الحواصلي، الذي عوض الحارس الرسمي الكروني، الذي كان قد فقد وعيه خلال المباراة، بعد اصطدام مع أحد مهاجمي حسنية أكادير. وبعيدا عن هدف اللاعب حمال، كان الفاتحي، مهاجم الجيش الملكي، شارد البال وضيع الكثير من الفرص السانحة للتسجيل، والتي لايمكن أن يضيعها طفل في مدرسة لكرة القدم، وهذا يدل على تأثير ماسمعه من كلام ناب وغير مسؤول على نفسيته. الجمهور العسكري لم يرحم الفاتحي، بل استمر في مطالبة حسينة بتغييره - وهو ماكان - وحسنا فعل - بالرغم من أن الأمر غير مقبول، ولكن حماية للاعب الفاتحي من الانهيار، كان لابد من إعطائه فرصة للابتعاد عن ضغط الجماهير وفورة البركان. من ناحية النهج التاكتيكي، فإن احسينة لعب بحس هجومي صريح، معتمدا في ذلك على اللاعب القديوي، الذي عرف كيف يتألق بتقنياته الفردية، التي خلقت الكثير من المساحات الفارغة لزملائه، واستطاع تهديد مرمى الحسنية بتسديداته القوية لكن الحظ عاكسه، كما عاكس الحظ دفاع الحسنية، الذي لم يكن محصنا بالشكل المطلوب، وارتكب العديد من الأخطاء سهلت توغل مهاجمي الجيش الملكي إلى أعماق مربع العمليات، لكن الارتباك، وشرود الفاتحي كان عاملا أساسيا في بقاء البياض طيلة الشوط الأول وإلى حدود الدقيقة 64 من عمر المباراة، حيث تحرر الفريق العسكري من النحس، الذي لازمه طيلة الشوط الأول. مقابل النهج والضغط الهجومي، الذي نهجه الجيش الملكي، بقي فريق الحسنية مراقبا، مدافعا، ومعتمدا على المرتدات التي لم تكن سريعة، ومباغتة نظرا للحالة التي أصبح عليها عشب المركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله، وقد أظهر فريق الحسنية أنه فريق يلعب كرة بسيطة، وسهلة تعتمد على لعب جماعي، وانسجام بين الخطوط، لكن غياب مهاجم قادر على تسجيل الأهداف يبقى نقطة ضعف الحسنية. تصريحان عبد الرزاق خيري: «بالرغم من التأثير النفسي لغياب رشيد الطاوسي، فإن اللاعبين قدموا مباراة جيدة أمام فريق منظم اسمه حسنية أكادير. وبخصوص وضعيتي فإن الأمر غير واضح لحد الآن». مصطفى مديح، مدرب فريق حسنية أكادير: «لم ننتصر لأن الفاعلية غابت عنا خلال المباراة، كما أن المباراة لم ترق إلى ما أطمح إليه، لأن عشب الملعب غير جيد، والمباريات القوية لاتكون إلا فوق عشب جيد. لقد حاولنا تجاوز فارق الهدف، لكننا لم نستطع لأننا نفتقر إلى مهاجم»