من يدي صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، تسلم أمين الرباطي، عميد فريق الرجاء الرياضي، كأس العرش لموسم 2011 - 2012، بعد الفوز في المباراة النهائية على الجيش الملكي، مساء أمس الأول الأحد، بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله. الفوز، تطلب لعب 120 دقيقة كلها بياض في الأهداف، وكانت في مجملها عبارة عن قراءات وقراءات مضادة لطريقة لعب الفريقين من طرف المدربين المغربيين رشيد الطاوسي وامحمد فاخر، اللذين يتوفران على دكة احتياط قوية، استعملاها في اللحظات المناسبة، وكان لابد من الاحتكام إلى الضربات الترجيحية، التي تبقى فيها نفسية اللاعب المنفذ للضربة ومدى احترامه للخصم، عاملين أساسين في صنع التفوق. التفوق في الختام كان لصالح فريق الرجاء الرياضي، بعد أن نفذ كل من الشطيبي ومحسن متولي ومابيدي وحمزة بورزوق والصالحي المهمة بنجاح، في حين فشل اللاعب يوسف القديوي في تسجيل هدف التعادل من الضربة الترجيجية الأخيرة، بعد أن توفق زملاؤه السعيدي والبقالي وحمال والكردي في هز شباك الحارس خالد العسكري. فشل القديوي أنهى معاناة جماهير الرجاء، وفتح لهم باب الاحتفالية، في حين دخل عشاق الفريق العسكري في حزن جنائزي، وفي حركات لارياضية، تمثلت في تكسير الكراسي. المباراة خاضها محمد فاخر بشعار «ليس هناك فريق مكشوف للآخر»، لذلك لعب منذ البداية باندفاعية مضبوطة وضغط قوي على الحارس لكروني. وكان الإعلان عن النوايا في الدقيقة الأولى من تسديدة لمتولي. هذا التوجه الهجومي جعل رشيد الطاوسي يلعب بحذر شديد، واكتفى بالمناورة في وسط الميدان والاعتماد على الكرات العرضية، التي كانت تفقد الهجومات السرعة والمفاجأة، وهنا ظهر تأثير غياب اللاعب بلخضر، كمدافع مساند للهجوم بطريقة بلعبه السريع والمباغت. وحتى لايترك فاخر للمدرب الطاوسي فرصة للمناورة، ملأ وسط الميدان، وحرك الأطراف، وجعل من كوكو رأس حربة، الشيء الذي جعل لاعبي فريق العسكري، يحصنون الدفاع بإضافة لاعبي الوسط، وبذلك خلا المجال لكل من الحافيظي ومتولي ومابيدي. وبدأت الآلة الرجاوية تتحرك بسلاسة، وتهدد مرمى لكروني في أكثر من مناسبة. ووحده ياجور كان النشاز، حيث كان تائها وسط الملعب ولم يعرف الدور المطلوب منه، حيث لم يستطع استغلال الكرات التي كانت توضع فوق رأسه. هذا الضغط جعل الفريق العسكري لايقوم بأولى محاولاته الجادة للتسجيل إلا في الدقيقة 12، بعد تسديدة من كرة ثابتة من محمد أمين البقالي، تصدى لها حمال لكن القائم ناب عن العسكري. هذه المحاولة أكسبت لاعبي الجيش الملكي شيئا من الثقة في النفس، فبدأت توغلات اللاعب القديوي وتمريراته البينية للاعب الفاتحي، الذي كان يريد ربما الدخول بالكرة إلى الشباك، أو التحايل على الحكم بولحواجب من خلال تعمد السقوط، لكن حيلة المهاجم العسكري سارت بها الركبان، وعوض أن يحرز ضربة جزاء كان نصيبة ورقة صفراء، حدت من تحركاته واندفاعه. إلى جانب القديوي، ظهر اللاعب عقال كقوة ضاربة في الهجوم من خلال لعبه السريع، وتغيير سرعته بشكل كبير كان يتفوق فيها على المدافع أمين الرباطي الذي لم تكن جهته آمنة بالشكل المطلوب، ولتبدأ كل مناورات فريق الجيش الملكي من جهته، لأن السليماني كان يلعب بثقة كبيرة، وأولحاج كان «شطابة» بكل ما في الكلمة من معنى. وضوح النوايا وانسداد أبواب الدفاع الرجاوي أمام عقال والفاتحي والقديوي، جعل الحل هو الحصول على ضربات ثابتة خاصة في الجهة اليسرى، حيث يكون محمد أمين البقالي قويا في التسديد. هذا اللعب، جعل المباراة تعرف لعبا مفتوحا، كما شهدت الكثير من المحاولات للطرفين، لكن التسرع والحضور القوي للحارسين حال دون تسجيل الأهداف في الشوط الأول. الشوط الثاني، دخل في نهج تاكتيكي صارم من المدربين، فقلت محاولات التسجيل، وكانت أبرز المحاولات توغل الحافيظي في الدقيقة 60 ، حيث وثق في نفسه بشكل مبالغ فيه فأهدر فرصة للانتصار. وكان لابد من انتظار الدقيقة 66 ليكتشف ياجور - لما تصدى لكرة برأسه - بأنه خارج النص. من جهة الفريق العسكري تم تسجيل محاولتين (البقالي في الدقيقة 49 والقديوي في الدقيقة 79)، وبعدها تدخل المباراة في البياض، قبل أن يقرر الحكم بولحواجب الدخول في الشوط الإضافي الأول ثم الثاني، الذي افتتحه فريق الرجاء بتنفيذ ضربة ثابتة بطريقة ذكية، تؤكد اشتغال امحمد فاخر عليها خلال التداريب، وكانت بين الصالحي كروشي ومتولي، الذي ضيع هدفا على بعد أمتار. مباشرة بعد ذلك، وفي الدقيقة 102، كاد سوء تفاهم بين العسكري والسليماني يعطي الهدف للعسكريين. ولتخرج المباراة من رتابتها يرتقي حمزة بورزوق بشكل جميل وفوق الجميع، ويسدد كرة قوية برأسه تعانق الشباك. فرح بورزوق وفرحت الجماهير الخضراء، لكن الحكم المساعد الثاني، إنسيس، يرفض الهدف بدعوى تسلل، وقد كان صائبا في قراره، بالرغم من الاحتجاج الهستيري لحمزة بورزوق، مما كلفه بطاقة صفراء، وكلف المدرجات خسارة في الكراسي. وحتى لايبقى المشجعون جالسون على كراسيهم تم الاحتكام إلى الضربات الترجيحية، والتي تفوق فيها لاعبو الرجاء، ويفشل فيها القديوي، فيعلن الرجاء فائزا بكأس العرش للموسم 2011 - 2012 ، ولتدخل الرجاء في رهانات قارية وعربية أخرى. الجيش الملكي الأكثر تتويجا باللقب يعد فريق الجيش الم لكي أكثر الأندية المغربية تتويجا، من حيث الفوز بكأس العرش برصيد 11 لقبا (رقم قياسي). وكان الفريق العسكري قد نال الكأس سنوات 1959 و1971 و1984 و1985 1986 و 1999 و2003 و2004 و2007 و2008 و2009. ويأتي في المركز الثاني فريق الوداد البيضاوي بتسعة ألقاب، ظفر بها سنوات 1970 و1978 و1979 و1981 و1989 و1994 و1997 و1998 و2001، يليه فريق الرجاء البيضاوي بسبعة ألقاب، أحرزها سنوات 1974 و1977 و1982 و1996 و2002 و2005 و2012. مسار الرجاء نحو اللقب دور 32 أولمبيك آسفي - الرجاء 0 - 2 دور ثمن النهاية الرجاء - حسنية أكادير 2 - 1 دور ربع النهاية الكوكب - الرجاء البيضاوي 0 - 1 نصف النهاية الوداد البيضاوي - الرجاء 1 - 3 (الوقت الأصلي 1 - 1) المباراة النهائية الجيش الملكي - الرجاء البيضاوي 4 - 5 ض . ت (الوقتان الأصلي والإضافي 0 - 0).