بما أن «النهار تيبان من أوله»، فقد عانى فريق حسنية أكادير من نقص عددي منذ الدقيقة الثالثة، بعد طرد الحارس عبد الحميد بوخريص من طرف الحكم بوشطاط، بعد عرقلته للاعب الفاتحي على مشارف مربع العمليات. وبذلك يغادر الحارس الميدان قبل أن تلمس قدماه الكرة. الطرد أثر سلبا على تاكتيك المدرب مصطفى مديح، الذي لعب بحذر شديد، اعتمد فيه على اللعب في وسط الميدان مع تقليص المسافات الفارغة، خاصة وأنه يعرف طريقة لعب الفريق العسكري، ونقط قوته وضعفه. هذا النهج، جعل مديح يعتمد على المرتدات الخاطفة، وببناء لعب جماعي سريع كان ينقصه متمم للعمليات، لأن المهاجم الإيفواري، سيدريك، كان دائما معزولا وغير قادر على المناورة، لكونه لايتوفر على تقنيات فردية عالية، كما أنه كان يكتفي بانتظار الكرات من وسط الميدان، وهذا ماجعل حلوله غير ناجعة، وجعله يخفق في كل نزالاته مع المدافعين. مقابل ذلك، اعتمد فتحي جمال أسلوب المناورة والاختراقات السريعة والخاطفة للاعب الفاتحي، وعلى حيوية أمين قبلي وتسديدات جنيد والشاكير، ومحسن عبد المومن، إلا أن الحارس الثالث في صفوف فريق حسنية أكادير كان دائما حاضر البديهة، وصد الكثير من الهجمات بذكاء حاد واستباقية مدروسة بزمن مضبوط. وجود حارس يقظ، جعل لاعبي الفريق العسكري يعتمدون على البحث عن أخطاء قرب مربع العمليات للاستفادة من الكرات الثابتة، لكنها لم تكن لتهزم الحارس جمال أمين، الذي أبدع في الكثير من الارتماءات التي انتزع بها الكثير من التصفيقات، لينهي الشوط الأول بتعادل مطمئن. الشوط الثاني افتتحه فتحي جمال بتغيير أدخل من خلاله سفيان العلودي، الوافد الجديد على العاصمة الرباط، والذي كان فعالا في الجهة اليمنى، وخلق الكثير من الفرص، هدد بها المرمى، وخلخل بها الدفاع في أكثر من مرة، لكن الحارس أمين كان بالمرصاد. هذا التهديد المتواصل كرسه ركون لاعبي حسنية أكادير إلى الدفاع، مما زاد من تدفق المهاجمين العسكريين، خاصة وأن فتحي جمال اعتمد في تغييراته على مهاجمين، الشيء الذي جعلهم أكثر عددا وبالتالي أكثر خطورة، وجعل مربع عمليات فريق الحسنية يعرف تكدسا كبيرا، وبالتالي خلق الكثير من المتاعب للحارس أمين، الذي استقبلت شباكه أول الأهداف في الدقيقة الثالثة والثمانين، من قدم اللاعب جنيد، بالرغم من تدخله في أول صد، لكن الدفاع لم يكن قادرا على إتمام المهمة. الهدف الأول فتح شهية العسكريين لتذوق طعم هدف ثان، خاصة وأن انكماش لاعبي حسنية أكادير ازداد، الشيء الذي فسح المجال للتغلغل من كل الجهات، وكانت الجهة اليمنى الأكثر خطورة. ومن قدم العلودي، تم التوقيع على الهدف الثاني في الدقيقة 89، وبذلك أفرح نفسه وأبعد عنه نحسا لازمه منذ زمان، كما أفرح فتحي جمال الذي نجح في انتداباته واختياراته، وجعل الفريق العسكري يفتتح الشطر الثاني من البطولة الاحترافية بانتصار ثمين، زاوج بين الاطمئنان النفسي وكسب ثلاث نقط، ستكون قادرة على إبعاد العسكريين من منطقة الخطر، التي أرقت المحبين والأنصار. تصريحان: فتحي جمال، مدرب فريق الجيش الملكي. الانتصار مهم بالنسبة للفريق العسكري، لأنه سيمكننا من الابتعاد عن المنطقة المكهربة. الانتدابات الجديدة أعطت أكلها في أول مباراة من الشطر الثاني من البطولة، وقد فرحت لما سجل العلودي الهدف الثاني. إجمالا المباراة كانت قوية، خاصة وأن المدرب مصطفى مديح يعرف الفريق العسكري جيدا. الآن وبتواجد لاعبين لهم أسماء يخافون عليها فإننا سنتجاوز معاناة الشطر الأول من البطولة. لحسن بويلاص، مساعد مدرب حسنية أكادير لقد أثر علينا كثيرا الطرد المبكر للحارس بوخريص منذ الدقيقة الثالثة. الطرد انضاف إلى العديد من الغيابات لأسماء وازنة في فريق الحسنية، لكن بالرغم من ذلك استطعنا تقديم مباراة جيدة، لكن مع الوقت انهار الدفاع، خاصة وأن المدرب فتحي جمال أدخل كل مهاجميه في المباراة.