حلت أول أمس الثلاثاء 13/9/2016 الذكرى 33 لاستشهاد المناضل السياسي والنقابي والجمعوي الشهيد مولاي عبد الله المستغفر الإدريسي رحمه الله وجعل الجنة مثواه ،ويعتبر الفقيد مناضلا كبيرا وقويا وصادقا لا يخاف في قول كلمة الحق لومة لائم ،متشبعا بالأخلاق الوطنية والاتحادية ومتمتعا بشخصية قوية،ولكنه متواضع يحب الناس ويحبونه و كان دائما في خدمتهم، وقد مر على رحيله عن هذه الدنيا الفانية 33سنة ، حيث توفي يوم 13شتنبر1983 بعد معاناة مع مرض مزمن ألم به من داخل زنزانة السجن حيث حوكم بسنتين سجنا بعد الانتفاضة الشعبية سنة1981 و ظلم وسجن إلى جانب الأخ العزيز سي محمد نوبير الأموي وثلة من المناضلين السياسيين الاتحاديين والنقابيين،وفي هذه الفترة أصيب بمرض الكلي الذي يتطلب القيام بحصص «الدياليز « وفي إحدى الليالي بعد الإفراج عنه فوجئ وهو بمنزله عندما كان يقوم بإجراء حصة «الدياليز» بانقطاع التيار الكهربائي فجأة، ربما بفعل»مجهول»وكان ذلك كافيا ليفارق الحياة ، ولكن روحه ومبادئه وكفاحاته مازالت تعيش بيننا، وتذكرنا بتضحيات رموزنا وقادتنا التاريخيين الذين أعطوا لهذا الوطن الغالي كل ما يملكون، وعلى حساب حياتهم وراحتهم من أجل أن تعيش هذه البلاد حرة كريمة تسود فيها العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات،فهل مازال المغاربة أوفياء وعلى الطريق وفي مستوى التضحيات والكفاحات التي قدمها رموزنا الأفذاذ.. أم أن التخاذل والتفكير في النفس والتحكم والضغط على الفئات الشعبية الكادحة وحماية الفساد قد أصبحت هي السائدة ...؟؟ ولعل من يسيّرون الشأن العام اليوم لم يعد يهمهم مصير هذا البلد الأمين وشعبه المقهور الذي يستحق مكانة قوية بين الأمم أكثر مما هو عليه الحال الآن. لقد كان مولاي عبد الله كلما أطر تجمعا نقابيا إلا وأطلق مقولته الشهيرة: «قبل أن نكون نقابيين فنحن نقولها وبقوة ، إننا اتحاديون واللي كيشطح مكيخبيش ليحيتو «. هذا هو مولاي عبد الله بنضاله السياسي والنقابي والجمعوي والأخوي،نضال رسخ اسم الرجل وجعله يلقى الاحترام والتقدير أينما حل وارتحل، يمثل النموذج المضيء لرجالات النضال والكفاح الذين قل نظيرهم اليوم، حيث تغير كل شيء في هذا الزمان ،ولم تعد الأمور تسير بنفس منهجية الماضي و أصبح كل من يدعي النضال اليوم لا يفكر إلا في نفسه وماذا يكسب غداً من «نضاله « ،وهل»نضاله» سيساعده على التسلق الاجتماعي وهل سيعطيه مكاسب مادية أو معنوية. ورغم كل ذلك مازال يعيش بيننا مناضلون حقيقيون يحملون على عاتقهم نشر الرسالة النبيلة للنضال الحقيقي والمبادئ الحقيقية من أجل شعب يعرف ما يريد في بناء مستقبله بنفسه، ليعيش كريما في دولة حرة ديمقراطية تحترم الحقوق والمساواة والقانون.