كنت أواظب كل عام على التذكير بتخليد ذكرى وفاة المناضل الشهيد مولاي عبد الله المستغفر رحمه الله، وذلك من خلال كتابة مقال ينشر دائماً في جريدة الاتحاد الاشتراكي حول حياته، والمحطات النضالية الكثيرة التي ساهم فيها بقوة وشجاعة ونكران للذات والتذكير بمناقبه وخصاله ،وهذه السنة حلت ذكرى رحيله رحمه الله في غفلة منا حتى ذكرتنا إدارة تحرير جريدة الاتحاد الاشتراكي مشكورة، ونشرت خبر الذكرى في صفحتها الاولى وفي العدد المزدوج ليومي السبت والأحد 13/14شتنبر الحالي. وها نحن نستدرك الموقف ونقول إن المرحوم الشهيد مولاي عبد الله المستغفر الإدريسي لم يمت رغم أننا دفنا جسده بمقبرة الشهداء منذ31سنة، لأن روحه وأفكاره ورسائله النضالية التربوية ،وقوة شخصيته وخصاله وصبره وصموده حاضرة بيننا الى الأبد. فشخصية مولاي عبدالله فريدة من نوعها لقوتها والثقة بالنفس التي يختزنها فكره، والجرأة التي يتمتع بها في طرح أفكاره وما يؤمن به من فكر الاتحاد الاشتراكي. وقد قال يوما لعامل عمالة الدارالبيضاء مولاي مصطفى العلوي، وهو ابن شيخ الاسلام سيدي محمد بلعربي العلوي الاتحادي المعروف رحمه الله، قال له مولاي عبد الله في مكتبه عندما واجهه في إحدى المحطات النضالية النقابية بقوله «آش هاد الشي كاتعملوا اسي مستغفر راه ماشي معقول...» ورد عليه مولاي عبد الله دون تردد «السي مصطفى هادشي اللي علمنا باك الله يرحمو». مولاي عبد الله الذي اعتقل عدة مرات وسجن وعذب وكانت آخر مرة اعتقل فيها وحوكم وسجن رفقة الاخ سي محمد الأموي متعه الله بالصحة والعافية وثلة من المناضلين السياسيين والنقابيين ، بعد إضرابات وأحداث 1981، حيث نقل الى السجن الفلاحي بالجديدة بعد تدهور حالته الصحية من جراء برودة الزنازين التي ووضع فيها حتى أصيب بمرض مزمن(الكلي) ونقل بعد ذلك الى مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء ، وبعدما استنفد مدة العقوبة تم الإفراج عنه في شهر مارس1983 ، ليعيش بعد ذلك سبعة أشهر فقط كلها معاناة مع المرض المزمن الذي ألم به بقوة وهو في السجن ، وفي يوم13 شتنبر1983 سلم روحه لخالقها في مسكنه بعين الشق، ليتم دفنه في مقبرة الشهداء في يوم 14 شتنبر1983 في موكب جنائزي كبير ومهيب. وكان آخر نشاط سياسي (إذا لم تخني الذاكرة )حضره المرحوم مولاي عبد الله، التجمع الجماهيري الذي نظمه الاتحاد الاشتراكي بمناسبة الانتخابات بسينما الكواكب في الدارالبيضاء بحضوره وبحضور المجاهد الاستاذ عبد الرحمان اليوسفي أطال الله في عمره والمرحوم طيب الذكر عبد الرحمان شناف. فهل مازالت روح ولب النضال السياسي والنقابي حية ترزق بيننا كتقدميين وكاتحاديين..؟؟؟أم أن ذلك كان في زمن بعيييد...؟؟!!