هي لحظة وفاء حقيقية تلك التي شهدها النادي الثقافي للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بمدينة بركان، والتي اعتبرت بمثابة عربون محبة وتقدير لجيل من المناضلين الاتحاديين الذين بصموا الفعل السياسي والنقابي والجمعوي محليا وجهويا وحتى وطنيا. كثافة الحضور ونوعيته جعلت اللقاء يمر في جو حميمي، خاصة وأنه نظم في ليل رمضاني معتدل حرارته أضفت عليه طابعا خاصا . بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم وصلة فنية متميزة، تناول الكلمة عزيز بنته الكاتب الإقليمي، كانت بحق شهادة جامعة مانعة لخصت مسار طينة من المناضلين الأوفياء للمبادئ الأصيلة للحزب. وأضاف الكاتب الإقليمي في معرض كلمته أن أي متأمل للحقل السياسي في المغرب عبر صيرورته التاريخية يجب أن يقف طويلا بكل هيبة وتقدير عند أسماء تكاد تكون «أسطورية» بما قدمته من تضحيات، وما عرفته من معاناة، وما مورس عليها من إرهاب مزدوج (جسدي وفكري) في سبيل مغرب حداثي مستقل وديمقراطي، في سبيل مجتمع تحكمه العدالة الاجتماعية، وفي سبيل وضع أسس دولة الحق والقانون... لابد وأن يستحضر رجالا وضعوا المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار... رجالاً صنعوا تاريخ المغرب... رجالا وجهوا المغرب نحو الطريق الأنجع لتحقيق التنمية الشاملة ونحو الديمقراطية الحق، الديمقراطية كمنهج وكهدف، مضيفا أنه لا خير في ذاكرة تنسى أو تتناسى الرجال.. الذين مازالت نضالاتهم وتضحياتهم تنبه الغافلين وتقلق العدميين وتزعج الغانمين. وأضاف قائلا «..من هؤلاء من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، أحياء في التاريخ، بل التاريخ حي بكم، بل أنتم التاريخ. لقد ناضلتم نضالا مريراً من أجل استقلال بلادنا، ليتمتع المغاربة بالحرية والكرامة، وانخرطتم في المعركة الوطنية، وكنتم من الرعيل الأول الذي زرع بذرة الوعي الوطني بالمنطقة، كنتم مناضلين مقاومين من أجل الاستقلال إلى جانب رجال لم ينل منهم القمع ولم يثنهم عن مواصلة الكفاح. ومن النضال الوطني إلى النضال الديمقراطي، اخترتم حزب القوات الشعبية. أنتم هم الاتحاديون الشرفاء، تاريخ غني ومسار شاق وعسير، وطنيون مواطنون، مناضلون ديمقراطيون. كلمة واحدة في حقكم جميعاً، في حق إخوانكم، رفاق الدرب الطويل، رفاق المعاناة المرة والحلم الجميل. فالرجال أنتم، والصدق فيكم، والصمود استمد دلالته منكم، والنبل ولد معكم. أنتم أبناء بركان، منطقة الصمود والتصدي، منطقة البطولة والكرامة، فضاء واسع يرفض اختناق المكان وخنق الأنفاس، منطقة التحدي تحدت قساوة الطبيعة بخصوبة الرجال.. أنجبت مناضلين ساهموا في إجهاض كل من أراد اغتيال الوطن، وتفتيت وحدة البلد، وتدمير هوية المجتمع... فجروا طاقاتهم، فحافظوا على عذرية المغرب، وحموها من رجس المستعمر.. ضحوا في سبيل عزة وكرامة المغاربة... ساهموا في هدم التخلف وتأسيس التقدم.. بركان التي شدت إليها الأنظار في زمن النار، حيث اعتبرت منبت الوطنيين ومنبع الديمقراطيين. فطوبى لبركان.. وطوبى لكل امرأة حملت مناضلا وأرضعت اتحادياً.. والمجد للمرأة البركانية، رمز النضال والتضحية، رمز الصدق والقناعة، رمز الإخلاص والوفاء..» بعد كلمة الكاتب الإقليمي المؤثرة، تم تكريم مجموعة من المناضلين الاتحاديين وهم (المرحوم محمد بلحبيب و المرحوم المختار راشدي، إضافة إلى الإخوة الوشكرادي اعمر، ميلود شيخي، سعيد ودغيري، مختاري سليمان، ميمون الزخنيني، علي كعواشي، الحاج فريد محمد، الرمضاني عبد النبي، الحسين شاطر، ميلود ازناسني، أحمد معروف، أحمد العمراني واعمر الزخنيني). وقد تخللت الحفل وصلات غنائية واسكيتشات هزلية نالت إعجاب الحضور.