نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمكناس أربعينية المقاومة المرحومة فاطمة لمغاري زوجة المقاوم الكبير المرحوم محمد المكناسي إلى جانب المندوب السامي مصطفى لكثيري رئيس مجلس جهة مكناس تافيلالت وعضو المكتب الساسي للحزب سعيد شبعتو. وفي كلمة بالمناسبة، استحضر المندوب السامي تاريخ وكفاح هذه المرأة المناضلة الفذة والأعمال الجليلة التي أسدتها في ملحمة التحرير والاستقلال، مذكرا بقليل من سجلها التاريخي الزاخر بالمناقب الحميدة والمواقف البطولية في العمل الفدائي ضد الوجود الأجنبي، وناضلت في صفوف المقاومة مقتحمة العقبات والصعاب، ومن خلال ذلك برهنت عن غيرتها الوطنية وحماسها الوقاد وصمودها وثباتها على المبدأ في مواجهة الشدائد، ويشهد لها، يضيف الكثيري - أنها كانت نعم المخلصة لرفيق حياتها المرحوم المقاوم الفذ محمد بن علي المكناسي حيث قاسمته أوقات النضال في صفوف الحركة الوطنية وفي معترك المقاومة والفداء وبعدها عندما شاءت ظروف مواصلة النضال الديمقراطي وبناء مجتمع الحق والعدالة ودولة القانون أن يختار طريق الدفاع عن القوات الشعبية في صفوف الاتحاد الوطني ثم الاتحاد الاشتراكي. مشيرا أن الفقيدة فاطمة لمغاري كانت سنده وعضده وشريكته في المحنة والمعاناة، وبالأخص حين تعرض للاعتقال والاضطهاد والتنكيل في حملة الاعتقالات يوليوز 1963 والمحاكمة التاريخية. وفي ختام كلمته أكد الكثيري أن المندوبية ستعمل على إطلاق اسم المقاومة المرحومة فاطمة لمغاري على إحدى المؤسسات التعليمية والساحات العمومية وتدوين وتوثيق فصول كفاحها إبان الحماية وغداة الاستقلال من جهته شكر محمد إنفي الكاتب الإقليمي لحزب القوات الشعبية بمكناس المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على تنظيمها حفل تأبين أربعينية سيدة ليست ككل السيدات وزوجة ليست ككل الزوجات وأم ليست ككل الأمهات فبرحيل الفقيدة ، يقول إنفي ، تكون المقاومة وجيش التحرير قد فقدت رمزا من رموز المقاومة النسائية التي سجلت حضورها بفعالية كبيرة في الحركة الوطنية والكفاح ضد المستعمر، وبرحيلها أيضا ، يضيف الكاتب الإقليمي - تكون العائلة الاتحادية بمكناس قد فقدت رمزا من رموز التضحية والنضال الوطنيين وفقدت معها قلبا كبيرا بسعة منزل محمد المكناسي الذي لم يكن فقط مكانا يكرم فيه الضيف، بل وأيضا محلا تتم فيه المشاورات وتنعقد فيه الاجتماعات الممهدة للقرارات الحاسمة، سواء كانت تنظيمية أو سياسية. وانتقل محمد إنفي للحديث عن المرحومة فاطمة حمادي غداة الاستقلال، حيث ستؤدي المرحومة ضريبة النضال في مواجهة الاستبداد، وستعاني الشيء الكثير خلال ما يعرف بسنوات الجمر والرصاص؛ ذلك أنها عاشت وعايشت محنة الاتحاد في مواجهة الاستبداد؛ وقد نالت عائلة المكناسي نصيبا غير قليل من القمع والترهيب، حيث، إلى جانب المداهمات المتكررة التي كان يقوم بها أصحاب الحال لمنزل آل المكناسي وتفتيشه بطريقة مهينة ومستفزة، عانت هذه العائلة من تغييب رب الأسرة بالسجن والاعتقال، بسبب مواقفه السياسية. وكان على الزوجة المناضلة، - يضيف الكاتب الإقليمي - ليس فقط القيام برعاية شؤون أسرتها الصغيرة وتدبير أمور زيارة زوجها بسجن القنيطرة، بل وأيضا مواجهة مختلف أصناف الاستفزاز والقمع المادي والمعنوي الذي كانت تمارسه الأجهزة القمعية ضد كل من كان يطالب بإعطاء الاستقلال مدلوله الحقيقي . لذلك، فإننا في الاتحاد الاشتراكي، - يقول إنفي - نشعر بفداحة المصاب بفقدان هذه المناضلة الصلبة، ذلك أن خسارتنا هي خسارة مزدوجة، فقد فقدنا فيها المقاومة التي انتصرت لفكرة التحرير في معناها الشامل وانخرطت بجانب زوجها، على غرار عدد كبير من المقاومين ، في حزب القوات الشعبية وفي نفس السياق ذهبت كلمة المندوب الإقليمي لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير بمكناس وكلمة فوزية الحريكة ومحمد الجابري الذي عايش الفقيد المحن والتنظيم المحكم لحزب القوات الشعبية بجهة مكناس تافيلالت والمواقف البطولية التي اتخذاها إلى جانب ثلة من المناضلين الذين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، دفاعا عن المستضعفين والمضطهدين من داخل أو خارج المؤسسات المنتخبة. وفي كلمة مختصرة ومركزة شكر فيها أسرة المقاومة وجيش التحرير والتنظيمات الحزبية بالإقليم ، قال ابن الفقيدة زكرياء المكناسي باسم أسرة آل المكناسي، وأكد في هذا المحفل التأبيني المهيب أن مسكن الفقيدين سيبقى مفتوحا كعادته في حياتهما، أمام جميع أفراد أسرة قدماء المقاومة وجيش التحرير ومشرعا في وجه العائلة الاتحادية كلما رغبوا في زيارته أو احتاجوا دعم الأسرة ومساعدتها كلما استطاعت إلى ذلك سبيلا. واختتم الحفل التأبيني بقراءة الفاتحة ترحما على شهداء الحرية والاستقلال والعزة والكرامة . تغمد الله الفقيدة بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته.