استجابة للحراك الاجتماعي والشعبي وتفاعلا مع سخط الشارع المغربي في السنين الأخيرة، بعد إثارة ملفات سياسية واجتماعية واقتصادية ساخنة خلقت ضجة إعلامية أطلق الفنان الأمازيغي»لحسن أنير»أغنية جديدة من كلماته وألحانه بعنوان»زيرو». وتأتي هذه الأغنية الملتزمة في عمقها وروحها، لتسلط الضوء من جديد بسخرية حادة على هذه الملفات التي يلوكها يوميا الشارع المغربي بنوع من المرارة والحسرة كان آخرها توزيع قضية الأراضي على خدام الدولة بأثمنة بخسة مرورا بحملة «زيرو كريساج» بعد تفاقم الجريمة بالمغرب بكل أنواعها. وبحملة «زيرو ميكا» سيما بعد منعت الحكومة استخدام كل ما له صبغة بالبلاستيك، وفي الوقت نفسه راجت قضية استيراد الأزبال الإيطالية، وذلك كله في تناقض صارخ مع السلامة الصحية والبيئية للمواطنين وما رافق ذلك من قفشات استهجان وسخط وتذمر على صفحات الفايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي... وقد نجح هذا الفنان الشاب المتألق في التطرق إلى القضايا على المستوى الفني والغنائي ليتفاعل معها الجمهور خاصة أنها أثارت الكثير من الجدل والنقاش داخل الأوساط الشعبية وأسالت العديد من الانتقادات على صفحات الجرائد الورقية الوطنية والجهوية والمواقع الإلكترونية. وفضح بطريقة جريئة الواقع المزري الذي يتخبط فيه المجتمع المغربي بدءا بتردي الأوضاع الأمنية والمعيشية والإختلالات التي تشوب المنظومة التعليمية والإدارية والصحية والقضائية، وذلك كله في قالب فني وغنائي عصري سواء على مستوى الموضوع الجديد أو النمط الموسيقي أو طريقة الأداء بثلاث لغات بالأمازيغية والعربية والفرنسية. ولعل رسالته الفنية من خلال هذا النمط الغنائي الجديد يهدف من خلاله لحسن أنير مواكبة العصر بالتحديث في اللحن والكلمة والأداء من أجل التغيير من جهة والإنفتاح على ألوان موسيقية من جهة ثانية. وإرضاء أذواق جماهير أخرى من جهة ثالثة، لهذا قدم أداءه الجديد بثلاث لغات لإيصال رسالته الفنية بطريقة سلسة وسهلة وتقربيها إلى أذن المستمع المغربي. وبرر هذا التوجه الجديد في هذا اللون الموسيقي والغنائي بكون التقلبات التكنولوجية والعلمية تفرض على الفنان أن يستثمرها ويستغلها بل عليه يجاريها و يسير على خطاها؛ وإلا فإنه سيبقى حبيس لونه الذي يعرفه به فقط الجمهور الأمازيغي. لهذا يراهن لحسن أنير في تصريحاته الإعلامية على أن تخلق هذه الأغنية الجديدة»زيرو»جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية والفنية المغربية لما تحمله من إشارات قوية ورسائل هادفة إلى المجتمع أولا الأحزاب والهيئات السياسية ثانيا والمؤسسات الحكومية التي تصدر القارات وتتحكم في دواليب الدولة ثالثا.