كانت الفنانة اللبنانية ديانا حداد نجمة السهرة الختامية للدورة 12 لمهرجان تيميتار، التي استقطبت مساء السبت جمهورا عريضا غصت به ساحة الأمل في قلب مدينة أكادير. فعلى امتداد ساعات متتالية، انتشى جمهور تيميتار بالصوت الجهوري للفنانة اللبنانية المتألقة حداد التي لا زالت أغانيها تلقى رواجا كبيرا في الساحة الغنائية العربية منذ تسعينيات القرن الماضي، خاصة لدى فئة الشباب. وقد ردد الجمهور مع الفنانة اللبنانية مقاطع من أغانيها المعروفة التي تمزج بين الإيقاعات الخفيفة والأنغام الطروبة، ومن جملتها الأغاني المتضمنة في ألبومها الشهير" أهل العشق" الذي لقي إقبالا منقطع النظير، إلى جانب ألبومها الغنائي الأخير الذي يحمل عنوان "ديانا 2006" باعتباره تتويجا لمسيرة فنية استمرت عقدين من الزمن. وكانت السهرة الختامية للدورة 12 لمهرجان تيميتار وفية لشعار "الفنانون الأمازيغ يرحبون بموسيقى العالم"، الذي اتخذه هذا المهرجان عنوانا له، حيث كانت الأنماط الغنائية الأخرى حاضرة من خلال مجموعة "أحواش إمنتانوت" للطرب الشعبي الأمازيغي الأصيل، والتي أدت وصلات من فن أحواش جعلت فئات عريضة من الشباب المتتبع للسهرة الختامية للمهرجان يتجاوب معها من خلال أداء رقصات تتلاءم مع هذا النمط من التعبير الفني المتجذر في عمق المشهد الثقافي المغربي المتعدد الروافد .وقال إبراهيم المزند، المدير الفني للمهرجان، إن "المهرجان أقفل دورته ال 12 وبلغ نحو 500 ألف متفرج، ولم يعد موعدا للاحتفاء بالثقافة الأمازيغية، بل موعدا للاحتفاء بالموسيقى العالمية بكل تكوينها وقاراتها". وأضاف قائلا إن "الكفاءات المحلية والفنانين الأمازيغ الأكثر عدداً وتواجداً في فقرات وحفلات تيميتار، مما يؤكد، مرة أخرى، أن المهرجان يجسد عن قرب شعار المهرجان منذ أول دورة إلى اليوم (الفنانون الأمازيغ يرحبون بموسيقى العالم)". وشدد على أن "تيميتار جسد في حفلاته أيضا طموح اكتشاف فنانين أمازيغ وفنانين عالميين لخلق جسور بين مختلف العوالم وزرع الحياة في الموسيقى وإنارة الطريق أمام الأجيال المستقبلية في تمازج بين الإيقاعات والألحان والأهازيج على أنغام الآلات الموسيقية التقليدية لفنانين أمازيغ". وكان المهرجان قد انطلق يوم الأربعاء الماضي بمشاركة أكثر من 500 فنان في 45 حفلة موسيقية في ثلاث فضاءات بمدينة أغادير المغربية. واستقطبت الفنانة اللبنانية، حداد، 120 ألف متفرج في اختتام حفلات المهرجان. وفي تصريحات صحافية، قالت حداد، صاحبة الألبوم العاشر بعد عشرين سنة من مشوارها الفني، إنها دائمة التجديد، "فأنا أجمع في أغانيّ بين الموسيقات الإيقاعية والأنغام الهادئة، باللون الموسيقي العربي وأستعمل فيه أسلوباً بسيطاً ومتفائلا بأشياء بسيطة في الحياة كالطبيعة". ومضت قائلة: أحب التجديد، وأحب الأفكار الجديدة. وكما كان الشأن بالنسبة للدورات السابقة لمهرجان تيميتار، فإن الدورة 12 شكلت فرصة متجددة للإلتقاء والتبادل بين أنماط غنائية مختلفة من مناطق مختلفة من العالم، حيث حضرت الموسيقى الأفريقية من خلال فيوفاركا توري من مالي، وفن الراي من خلال المطرب الشاب رضى الطلياني. كما كانت الموسيقى الأفروأمريكية حاضرة في هذه التظاهرة حيث حضرت الفرقة الموسيقية المعروفة بأداء هذا النمط الغنائي وهي فرقة" فريدونيا سول"، وكذلك الشأن بالنسبة لموسيقى أمريكا اللاتينية التي كانت حاضرة أيضا من خلال المطرب الكولومبي يوري بوين افينتورا. وظل مهرجان تيميتار وفيا ايضا لثقافة الاعتراف التي كانت علامة بارزة في عدد من دوراته السابقة التي كرم فيها بعض الاسماء التي طبعت المشهد الثقافي المغربي الأمازيغي من قبيل الأديبين الراحلين علي صدقي أزايكو، ومحمد خير الدين، ومجموعة إزنزارن، إذ احتفت هذه الدورة بالفنان الراحل عمور مبارك الذي اصدرت له "جمعية تيميتار" ألبوما غنائيا يحمل عنوان "أناروز ن تيفاو"، إلى جانب تقديم عمل فني مبتكر تكريما لروح الفنان الراحل من توقيع الفنان عبد الرزاق الزيتوني بعنوان "أيتها النحلة، أريد مرافقتك في الطريق" ويجمع بين الإبداع الغنائي، والرقص، والفن المسرحي، والإحتفاء بالجسد.