كانت الفنانة اللبنانية ديانا حداد والمغربية زينة الداودية نجمتا السهرة الختامية للدورة 12 لمهرجان تيميتار، التي استقطبت مساء أمس السبت جمهورا عريضا غصت به ساحة الأمل في قلب مدينة أكادير. فعلى امتداد ساعات متتالية، انتشى جمهور تيميتار بالصوت الجهوري للفنانة اللبنانية المتألقة حداد التي لا زالت أغانيها تلقى رواجا كبيرا في الساحة الغنائية العربية منذ تسعينيات القرن الماضي، خاصة لدى فئة الشباب. وقد ردد الجمهور مع الفنانة اللبنانية مقاطع من أغانيها المعروفة التي تمزج بين الإيقاعات الخفيفة والأنغام الطروبة، ومن جملتها الأغاني المتضمنة في ألبومها الشهير » أهل العشق » الذي لقي إقبالا منقطع النظير، إلى جانب ألبومها الغنائي الأخير الذي يحمل عنوان « ديانا 2006″ باعتباره تتويجا لمسيرة فنية استمرت عقدين من الزمن. ومن جانبها، أججت الفنانة الشعبية المغربية زينة الدودية حماس جمهور مهرجان تيميتار الذي عبر عن تجاوب منقطع النظير مع أغاني هذه الفنانة التي أصبحت خلال السنوات الأخيرة علامة بارزة في المشهد الغنائي الشعبي المغربي، في شقه المتعلق بفنون العيطة. وبفضل أسلوبها الخاص في أدائها الغنائي، والمتمثل أساسا في إتقانها للعزف على آلة الكمان، المصحوبة بالإيقاعات الخفيفة، استطاعت هذه الفنانة الشعبية أن تفرض نفسها بقوة في الوسط الغنائي الشعبي، حيث لازالت تلقى تجاوبا كبيرا من طرف محبي هذا النمط من الطرب والغناء، وهذا ما تجسد مساء أمس بشكل جلي في ساحة الأمل بأكادير حيث ظل الجمهور يردد مع الفنانة الداودية مقاطع من أغانيها على امتداد فترة صعودها فوق خشبة المهرجان. وكانت السهرة الختامية للدورة 12 لمهرجان تيميتار وفية لشعار « الفنانون الأمازيغ يرحبون بموسيقى العالم »، الذي اتخذه هذا المهرجان عنوانا له، حيث كانت الأنماط الغنائية الأخرى حاضرة من خلال مجموعة « أحواش إمنتانوت » للطرب الشعبي الأمازيغي الأصيل، والتي أدت وصلات من فن أحواش جعلت فئات عريضة من الشباب المتتبع للسهرة الختامية للمهرجان يتجاوب معها من خلال أداء رقصات تتلاءم مع هذا النمط من التعبير الفني المتجذر في عمق المشهد الثقافي المغربي المتعدد الروافد. وكما كان الشأن بالنسبة للدورات السابقة لمهرجان تيميتار، فإن الدورة 12 شكلت فرصة متجددة للإلتقاء والتبادل بين أنماط غنائية مختلفة من مناطق مختلفة من العالم، حيث حضرت الموسيقى الأفريقية من خلال فيوفاركا توري من مالي، وفن الراي من خلال المطرب الشاب رضى الطلياني. كما كانت الموسيقى الأفروأمريكية حاضرة في هذه التظاهرة حيث حضرت الفرقة الموسيقية المعروفة بأداء هذا النمط الغنائي وهي فرقة » فريدونيا سول »، وكذلك الشأن بالنسبة لموسيقى أمريكا اللاتينية التي كانت حاضرة أيضا من خلال المطرب الكولومبي يوري بوين افينتورا. وظل مهرجان تيميتار وفيا ايضا لثقافة الاعتراف التي كانت علامة بارزة في عدد من دوراته السابقة التي كرم فيها بعض الاسماء التي طبعت المشهد الثقافي المغربي الأمازيغي من قبيل الأديبين الراحلين علي صدقي أزايكو، ومحمد خير الدين، ومجموعة إزنزارن، إذ احتفت هذه الدورة بالفنان الراحل عمور مبارك الذي اصدرت له « جمعية تيميتار » ألبوما غنائيا يحمل عنوان « أناروز ن تيفاو »، إلى جانب تقديم عمل فني مبتكر تكريما لروح الفنان الراحل من توقيع الفنان عبد الرزاق الزيتوني بعنوان « أيتها النحلة، أريد مرافقتك في الطريق » ويجمع بين الإبداع الغنائي، والرقص، والفن المسرحي، والإحتفاء بالجسد. وحضر الحفل الختامي للدورة 12 لمهرجان تيميتار على الخصوص وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، ووالي جهة سوس ماسة درعة عامل عمالة أكادير إداوتنان محمد اليزيد زلو.