فوجئ الرأي العام المحلي بمدينة جرادة باتخاذ المجلس البلدي قراره القاضي بتفويت حديقة عمومية تحمل اسم «عبد الرحيم بوعبيد»، لوزارة العدل من أجل إنشاء محكمة ابتدائية، رغم توفره على عدة أوعية عقارية يمكن للجماعة استغلالها لهذا الغرض. القرار خلف موجة استياء عارمة بين السكان وفعاليات المجتمع المدني حيث تحرك الجميع قصد الضغط على السلطات الإقليمية للعدول عن فكرة إقامة مقر محكمة على أنقاض الحديقة، وفي وقت كان السكان ينتظرون من المجلس البلدي العناية والاهتمام بالحدائق العمومية ورعايتها، باعتبارها المتنفس الوحيد للمدينة وهو مالم تستجب له السلطة المحلية. والمشكل الأعمق والأخطر، هو أن الساهرين على أمور الإقليم ينعدم لديهم الحس الوطني العميق ولم يسبق لهم أن تلقوا الدروس عن تاريخ المناضلين الوطنيين، الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن ينعم المغاربة بالكرامة، فإطلاق اسم المرحوم عبد الرحيم بوعبيد على حديقة بشارع الحسن الثاني بجرادة، لم يأت عبثا، بل لأنه يجسد حدثا تاريخيا للمدينة حين قام بزيارة إلى عمال مناجم الفحم وقام بإلقاء خطاب تاريخي حينما كان نائبا لرئيس مجلس وزارة الاقتصاد الوطني والمالية بتاريخ 4 دجنبر 1959 بدار المنجمي في عهد حكومة عبد الله إبراهيم. وفي سنة 1998، أطلق المجلس البلدي لجرادة أسماء رموز وطنية على مجموعة من الحدائق، الأولى بجانب دار المنجمي بشارع الحسن الثاني وحملت اسم المرحوم عبد الرحيم بوعبيد،والثانية قبالة إدارة الأمن الإقليمي وأطلق عليها اسم علال الفاسي، والثالثة قبالة السوق الأسبوعي الأحد وحملت اسم الشهيد علال بن عبد الله، الذي اشتغل بمدينة جرادة كصباغ لمنازل عمال المناجم قادما إليها من مدينة كرسيف. هذه الرموز تركت بصماتها بفخر واعتزاز قدوة للأجيال القادمة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تدوسها قرارات جائرة من أي جهة كانت، لهذا يأمل العديد من أبناء جرادة ألا يتورط منتخبو الجماعة الترابية لمدينة جرادة مع وزارة العدل والحريات ووزارة الداخلية في هذه «الخطوة النكراء»، علما بأن التاريخ لا يرحم.